الشعر العربي بشكل عام والشعر العراقي الحديث بشكل خاص غزير في المشاعر العاطفية والمواقف الوطنية والسياسية ، حيث يعبر شعراء العراق في شعرهم عن ولائهم العميق لوطنهم. وخير مثال الشاعر (بدر شاكر السياب) الشخصية العراقية الرائدة في الشعر العربي الحديث. ففي قصيدته (لأني غريب) والتي تمثل واحدة من أعماله الأدبية القوية والفعالة يرسم فيها الشاعر صوراً رائعة عن العلاقة الروحية القوية مع وطنه العراق.
تشكل هذه القصيدة مهمة صعبة للمترجمين (خاصة الترجمة من العربية وإلى أي لغة أخرى). لذا فأن هذه الدراسة تبحث امكانية الحفاظ على وزن وقافية القصيدة العربية الاصلية ذات البنية الأسلوبية الرائعة والفريدة في اللغة المترجم إليها كالإنكليزية او الفرنسية ؟ . تضمنت الدراسة تحليلاً للنسختين الإنكليزية والفرنسية لقصيدة "لأني غريب" من خلال مقارنة الهياكل الموسيقية والبلاغية والتصويرية للنسختين لمعرفة أيهما أقرب إلى القصيدة العربية الاصلية.
توصلت الدراسة إلى استنتاج مفاده أن البناء العروضي وبنية القافية في الترجمة الفرنسية كان أكثر توافقية بموسيقاه واكثر قربا للنص الاصلي. من ناحية أخرى ، بدت النسخة الإنكليزية مقبولة لكنها تفتقر إلى التطابق البلاغي مع النص الاصلي بسبب نظريات الترجمة المعتمدة اثناء الترجمة.