مثّلت العلاقات التّجارية بين الخليج العربي ومنطقة الشّرق الأفريقي حالة فريدة، إذ لم تكن التّجارة بين المنطقتين تجارة مباشرة وسهلة، بل كانت تمرّ عبر الخليج العربي وبحر عُمان والمحيط الهندي وبحر العرب، وصولاً إلى مدن السّاحل الشرقي لأفريقيا وأبرزها زنجبار ولامو ومومباسا، فيما كانت التّجارة على عدّة أقسام أولّها تجارة الاستيراد والتّصدير، أمّا النّوع الثّاني من التّجارة فهي تجارة إعادة التّصدير التي تميّز بها تجار الخليج، فيما كانت التّجارة الثّالثة التّوطين التّجاري للمزروعات والمواد المُتاجر بها، وعمل التجار الخليجيون على تمتين العلاقات التجارية بين منطقة الخليج العربي وبين منطقة شرق أفريقيا بواسطة التركيز على المواد التجارية المتبادلة بين المنطقتين، مغفلين أهمية احتكارهم لهذه التجارة، وهذا أدى إلى فقدان السيطرة التجارية مع الزمن، وسبقها فقدان السيطرة السياسية.
وخلصت الدّراسة إلى النّتائج التّالية:
- عمل تجار الخليج العربي على إحداث وتطوير الطّرق التّجارية بين منطقة الخليج العربي وبين شرق أفريقيا لعقود طويلة، قاموا بتأهيل المنطقة لتكون نافذة للنّشاط التّجاري في المنطقة.
- حقّق التّجار الخليجيون مكاسب كبيرة في دخولهم الأدغال الأفريقية وصولاً لمراكز الإنتاج الرّئيسة محافظين بذلك على أولويّة عملهم في التّجارة من دون وسطاء.
- نجح تجّار الخليج في تطوير الأساليب التّجارية بما يتناسب وموقع الخليج في منتصف المسافة بين الهند وشرق أفريقيا، فعملوا في تجارة إعادة التّصدير محقّقين بذلك مكاسب كبيرة حافظت على وجودهم كمنافس على الرّغم من السّيطرة البريطانيّة -الهنديّة.