الكرم والضِّيافة صفة ملازمة للعرب، فقد حفلت كتب التراث بالقصص التي تعكس هذه الصفة. جاء الإسلام ليقر هذه القيمة في حياة المسلمين ومع بدايات تشكل الدولة الاسلامية في المدينة، وتزايد عدد الوفود الواردة إلى الرسول بعد عام الفتح، اتخذ صلى الله عليه وسلم دار رملة بن الحارث دارا لضيافة الوافدين فيه.
سار الخلفاء الراشدين على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم في توفير الضِّيافة الرسمية للوفود، كما استحدثوا دورًا لضيافة ورعاية الفقراء والغرباء.
استمر الأمر في العصرين: الأموي والعباسي. ولكن شهد أواخر القرن 6ه\12م تطورًا ملحوظَا في مفهوم دور الضيافة الم لا سيما في عهد الخليفة الناصر لدين الله العباسي (ت622هـ\1255م) ومن جاء بعده من الخلفاء حتى نهاية الدولة العباسية، بحيث غدت دور الضِّيافة مقننة ومنظمة، بعضها خُصص لإفطار الفقراء في رمضان، وبعضها الآخر خُصص للوافدين من الحجاج من بغداد في موسم الحج. واستحدث الخليفة الناصر لدين الله ديوانًا خاصًا، عرف بديوان الطبق، مسؤوليته الإشراف الإداري والتنظيمي على تلك الدور، وتوفير الموارد المالية لها من خلال الوقوف المخصصة لهذه الغاية.