مرت السينما منذ اكتشافها الى الان بعدة تطورات جاءت على مستويين التقني والفني، التي ساعدت بشكل فاعل بتحولها من صناعة الى فن، ومن بين تلك التطورات كان اكتشاف اللون ودخوله الى السينما، التي كانت تعتمد على لونين الابيض والاسود بشكل اساسي حيث لم تكن قابلية اضافة اللون متاحة في العقود الثلاثة الاولى من حياتها، ونظراً لما يملكه اللون من اهمية فدخوله الى السينما كان ضرورة لا بد منها، وهذا ما دفع العاملين في هذا المجال الى البدء في محاولاتهم وتجاربهم لأضافة عنصر اللون الى الفيلم.
وبعد فترة وجيزة من دخوله الى السينما. سراعان ما أدرك العاملين في هذا المجال مدى اهمية وتاثيره على المشاهد، حتى أصبح أحد اهم عناصر اللغة السينمائية، فلم يعد مجرد صبغة تملئ الاطار بل أصبحت له فلسفة خاصة تميزه عن غيره من عناصر لغة الصورة. فيعمل اللون على خلق الاحساس العام والخاص، وتقديم المعنى الدرامي والبلاغي الذي يريد صانع العمل ايصاله الى المشاهد داخل بنية الصورة السينمائية.