يهدف هذا البحث الموسوم بـ (استـراتيجيات التناص في ديوان (زنابق برية) للشاعر يحيى السماوي) إلى دراسة استـراتيجية مفهوم التناص عند القدماء والمحدثين، وبيان مصادره، وأشكاله، واستـراتيجية ألوان التناص: كاستـراتيجية التناص المباشر وتضم هذه الاستـراتيجية استـراتيجيتين هما: استـراتيجية التناص المباشر الداخلي، واستـراتيجية التناص المباشر الخارجي. ويقصد بالداخلي تناص العبارات والتـراكيب من الرباعيات نفسها، أما استـراتيجية التناص الخارجي فتعني أن في الديوان تناص العبارات والتـراكيب، أو هناك صدر أو عجز بيت لشعر شعراء تأثر بهم. واستـراتيجية التناص غير المباشر، يعني تناص الأفكار والمعاني، واستـراتيجية تناص القوالب والتقنيات التي تشمل استـراتيجية تناص العنوان، واستـراتيجية تناص العدد، واستـراتيجية تناص القالب الرباعي، واستـراتيجية تناص اللغة المستخدمة.
وتوصل البحث إلى أن التناص عنصر مهم من عناصر صياغة الرباعيات في ديوان (زنابق برية) وترابط أجزائها وتماسكها، كما توصّل إلى أن رباعيات (زنابق برية) فيها تناص مع القرآن الكريم، وهذا ما زاد من جماليتها، وتعدُّ استـراتيجية تناص القوالب والتقنيات، من أكثر ألوان التناص ورودًا في رباعيات (زنابق برية)، وذلك للتـرابط الوثيق بين الوحدات النصية وانسجام دلالاتها.
ولغة الشاعر (يحيى السماوي) في رباعيات (زنابق برية) لغة عالية وراقية، إذ استعمل فنونًا بلاغية وبيانية كـ (التشبيه، والمجاز، والاستعارة، والكناية)، والبديعية كـ (الطباق، والجناس، والمقابلة، والسجع، والتورية... هلم جرّا). واستعمل اللغة الفصحى، القريبة من السهل الممتنع، الموشاة بالبلاغة، والمخيال الشعري، الخالية من التعقيد اللفظي، والحرص على استخدام الكلام المأنوس، والابتعاد قدر المستطاع عن الكلمات التي تتطلب البحث عن معانيها في المعجمات، مع الحرص على الانزياح اللغوي.