شهدت سوريا اولى محاولاتها لوضع أسس النظام البرلماني وتفعيل دوره في الحياة عامة في آواخر العشرينيات من القرن الفائت، وتحديداً في عهد الانتداب الفرنسي (1920-1946)، ومع ذلك لم تدخر سلطات الانتداب جهداً في التدخل في الشأن البرلماني السوري وجعله فاقداً لأي سلطة حقيقية، وما أن استقلت سوريا حتى وقعت تحت رحمة الانقلابات العسكرية (1949-1954)، والتي واجهت هي الأخرى البرلمانات المنتخبة بالحديد والنار، بحسب مصالحها دون النظر في المصلحة الشعب السوري المغلوب على أمره.
عرفت سوريا مرحلة جديدة من الحياة البرلمانية بعد انتخابات عام 1954، أثر سقوط حكم الانقلابات العسكرية واستقالة أديب الشيشكلي ومغادرته البلاد، فقد شاركت في الانتخابات مختلف الأحزاب السورية والشخصيات المستقلة ولم يتدخل الجيش في شؤون الدولة وذلك في سابقة خطيرة، مما أدى إلى فرز طبيعي للأصوات وبحرية لأول مرة، لذا يمكن عد انتخابات البرلمان السوري عام 1954، من أنزه وأنضج الانتخابات التي عرفتها الدول العربية وقتذاك، الأمر الذي برهن على مقدرة السوريين في اختيار ممثليه الحقيقيين متى ما توفرت البيئة المناسبة دون التدخل السافر من السلطات المتنفذة.