مر المجتمع العراقي بتطورات كبيرة وهائلة في العمل السياسي والحزبي ولاسيما بعد عام 2003، اذ شهدت الساحة السياسية بتواجد اكثر من ثلاث مائة حزباً سياسيا يتنافسون فيما بينهم في معظم مفاصل الدولة العراقية، وان هذا العدد الكبير من الاحزاب لم يقدم ما عليه من التزامات تجاه الشعب، ولاسيما ان اكثرهم قد كان برامجهم الانتخابية مليئة بالوعود والانجازات التي لم يحقق منها شيء على الواقع الا ما ندر، وهذا الواقع افرز غضباً شعبياً كبيراً ولاسيما في المرحلة الحالية التي شهدت تنامي الروح والحس الوطني لدى الشباب بضرورة الانتفاضة ضد هؤلاء السياسيون وتغيرهم لانهم فشلوا في تحقيق طموح الشعب وتمخض هذا الشعور بتظاهرة تشرين الكبرى الذي توافق بتاريخ 25/10/2019 التي عمت مدن العراق بكاملها ولاسيما ساحة التحرير التي تواجدت فيها كل شرائح المجتمع معبرة عن رفضها القاطع لتواجد الاحزاب السياسية ضرورة تغييرها معلنة عن مجموعة من الاهداف اهمها تعديل الدستور وتقديم الخدمات وتغيير الحكومة وكشف الفاسدين واعادة هيبة الدولة واستمر هذا الحال لفترة طويلة وبزخم وقوة كبيرة حتى نجحت هذه التظاهرة بقيادة الشباب الثائر في تحقيق جزء من مطالبها بتغير الحكومة واعلان الانتخابات المبكرة. تسعى الدراسة الى مجموعة من الاهداف اهمها: الكشف عن طبيعة وواقع تظاهرة تشرين وانعكاسها في المجتمع العراقي. والتعرف على اهم السلبيات والايجابيات في ساحات التظاهر. والتعرف على اهم المشاكل التي واجهت شباب تظاهرة تشرين ولاسيما في ساحات التظاهر. والكشف عن المطالب الاساسية للاحتجاجات الشعبية اتجاه الحكومة، وتتمحور اهمية الدراسة في جانبين اولهما النظري الذي يركز على مفاهيم الدراسة والادبيات الانثروبولوجيا والاجتماعية التي اهتمت بالموضع ثانيهما الجانب الميداني التي تسعى فيها الدراسة الى تطبيق المناهج الانثروبولوجية وادواتها كالمقابلة والملاحظة بالمشاركة للوصول الى نتائج علمية دقيقة تخدم البحث العلمي.