شكلت فضيحة كوبونات النفط التي وزعها النظام السابق في العراق على عدد من السياسيين والدبلوماسيين والصحفيين والكتاب والفنانين، والتي تقدر قيمتها بملايين الدولارات، تجاوزا كبيرا على حقوق الشعب العراقي الذي كان لا يجد الخبز في سنوات الحصار، وما كان لهذه الفضيحة أن تظهر إلا بعد سقوط النظام، ونجاح عدد من الصحفيين في الكشف عن ملفاتها.
وقد كان لصحيفة المدى الدور الكبير في نشر الوثائق والمستندات عبر حملة تعد الأبرز في تاريخ العراق المعاصر، بل وحتى على مستوى الصحافة العربية، بحيث أثارت ردودا وتداعيات محلية وعربية ودولية.
ومن هنا كان اختيارنا للحملة الصحفية التي قامت بها المدى كأنموذجا ناجحا استطاع أن يؤكد على أهمية السلطة الرابعة في ممارسة الرقابة وتحقيق العدالة وإرجاع الأموال المنهوبة.
وقد اعتمدنا منهجية تكاملية تمثلت بالمنهج الوصفي، وكان تحليل المضمون حاضرا في تبيان أساليب الحملة وأشكالها وفنونها ومنطقها الإعلامي الذي استندت إليه في تحقيق الغاية الإقناعية لخطابها الصحفي.
وجاءت النتائج لتظهر بوضوح ان مثل هذه الحملة لو أعيدت تجربتها في الصحافة العراقية ستكون عاملا حاسما في مكافحة الفساد المستشري.