تسعى هذه الدراسة لتدارُك أثر التباعد الاجتماعي للأطفال كأحد أهم أشكال المشكلات التي تواجه النموّ السويّ السليم للأطفال، والتي تؤثر بشكلٍ لا يُستهان به في سلوكهم وتعاملهم مع العالم الخارجيّ وبالرغم من تفاوت نِسَب الأطفال الذين يواجهون التباعد الاجتماعيّ حول العالم إلا أنَّ آثار تلك الظاهرة طالت معظم الأطفال حول العالم.
وقد تمثلت مشكلة هذا البحث في ضرورة تسليط الضوء على التبعات السلبية التي أثرت على الجوانب المختلفة لشخصية الأطفال والمراهقين الصحية والنفسية والاجتماعية، والتي نتجت من فرض جميع دول العالم التباعد الاجتماعيّ أو "الحجر المنزليّ" لمحاولة التقليل من انتشار الفيروس الذي كانت له تأثيراتٌ سيئةٌ على الأطفال والمراهقين بصفةٍ خاصة.
وتكمُن أهمية الدراسة في أنَّ هذا الحدث يُعَدُّ الأول من نوعه في عصرنا الحاليّ، فلم نواجه من قبل أنْ يُفرَض على المجتمعات التباعد الاجتماعيّ والحجر المنزليّ بسبب جائحة كورونا (كوفيد 19) واستمرارها لفترة طويلة وأهمية المرحلة العمرية التي تتناولها الدراسة الحالية، مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة، الهامة جدًا في حياة الفرد، حيث تتبلور فيها شخصيته وتؤثر على باقي مراحل حياته.
أظهرت نتائج هذه الدراسة أنَّه على الرغم من الانخفاض الملحوظ في عدد الإصابات بفيروس كورونا (كوفيد 19) وعودة الحياة بشكلٍ كبيرٍ لصورتها الطبيعية، إلا أنَّ فترة التباعد الاجتماعيّ التي قضاها العالم أجمع قد تركت آثارًا سلبيةً قد يتجاوزها البالغون بينما تعرقل بها الأطفال والمراهقون نظرًا لعدم وجود الخبرة الكافية لديهم، وبناءً عليه اختلفت أنواع وأشكال تلك الآثار من طفلٍ لآخر، ولكن أجمعَ كافة العلماء والباحثون والأطباء أنَّ هناك خللًا قد حدث في شخصية الأطفال.
ونوَّهت المقترحات والتوصيات بضرورة تكاتُف كافة الأفراد والجهات المعنية بالتعامل مع الأطفال والمراهقين كالأسرة والمدارس والجامعات والمؤسسات الإعلامية ووزارة الصحة والمجتمع كافة من أجل تطبيق خطط علاجية ونشر التوعية اللازمة لضمان محو الآثار السلبية التي لحقت بالأطفال والمراهقين أثناء فترة التباعد الاجتماعيّ.