يشتغل هذا البحث في قصيدة الشاعر علي جعفر العلاق "العودة الى بابل" من ديوانه "نداء البدايات"2013، محاولا استنطاقها بما تحمله من إشارات واضحة وأخرى غامضة، تدور في شوارع وطن الشاعر،ولكن القراءة التي اجترحناها هي تعكس ما استبطنته القصيدة من حمولات سردية واضحة، ولم يكتف النص الشعري بآليات السرد المعتادة، إنما عمد إلى تداخل إجناسي آخر - ربما لم يشهد اشتغالا كبيرا لدى شعراء الحداثة - كما نراه، وهو المذكرات أو السيرة على وجه أدق، فقد حملت تلك القصيدة في جوفها جنين السيرة الذي يتحرك بوضوح شعري شديد، حيث شكلت أحداث "عراق ما بعد 2003" مشهدا سخيِا في سرد مذكرات ذلك الوطن من خلال عدد من الالتقاطات التي التقطها الشاعر وبثها في نصه ، وهي معادلة ورهان صعب، أنْ يقارب الشاعر واقعاً ساخناً بكل الأحداث والمشاكل وعدته الجماليات ، لكن العلاق حاول جاهداً أنْ يؤثث نصاً شعرياً مستبطناً سيرة ذلك الوطن، ولكن من وجهة نظر شعرية ، حاولتْ القراءة النقدية أنْ تنثر السيرة على شفاه المقاطع الشعرية، وأنْ تصنع منها معادلاً واقعياً كان يقاربه العلاق بشعريته الساخنة.