كانت مسالة وجود الله تعالى القضية الأساس التي شغلت الفكر الانساني من القدم , وقامت الفلسفة منذ نشأتها بالتركيز على اثبات وجود الخالق للكون وساق الفلاسفة أدلة وافرة على ذلك . بيد أن هذه الادلة تعرضت للنقد الشديد . مما اضعف قوة استدلال الفلاسفة بها .والدراسة التي بين ايدينا قد قامت بعرض لأقوى الادلة التي اعتمدها الفلاسفة في اثبات وجود الخالق للكون مع توجيه النقد أليها .وقد خلصت الدراسة الى ان الادلة التي قدمها الفلاسفة على وجود الله لا ترتقي لأن تكون ادلة قاطعة للشكوك ودافعة للشبهة ؛ وذلك لأنها قامت على مقدمات غير مسلمة في العقول الصحيحة ولتناقضها واضطرابها ؛ ولهذا وجه كثير من العلماء النقد لها مبينين عدم صحة الاستدلال بها ؛ ومن هنا فان الدعوة ملحة الى كل القائمين على صياغة مناهج العقيدة في العالم الاسلامي الآن ان يسلكوا منهج القران الكريم في الاستدلال على مسائل العقيدة الاسلامية.؛ لأنها أدلة يقينية قاطعة للشكوك وبعيدة عن التناقض ، ومناسبة للعقول على اختلاف مستوياتها , الى غير ذلك من الخصائص التي تنفرد بها ادلة القران الكريم .