التلوث يعني حدوث خلل في الحركة التي تنشأ بين مجموعة العناصر المكونة للنظام الايكولوجي، وينجم هذا الخلل لدخول نفايات الانتاج والاستهلاك باتجاه النظام الايكولوجي بأحجام وانواع تفوق قدرته على التنقية الذاتية لاسيما المواد السامة او المعقدة التي يصعب التعامل معها مما يؤدي الى اخلال في الحركة التوافقية بين عناصره. والتلوث الاشعاعي من أخطر انواع التلوث الذي عرفه الانسان وتكمن خطورته في تسلله الى جسم الانسان والكائنات الحية المختلفة دون سابق انذار، إذ انه لا يرى ولا يحس ولا يشم، كما أنه ينتشر بسهولة في الهواء والتربة والماء، والاصابة به تكون مباشرة كاستنشاق الهواء الواصل الى الرئتين ومن ثم الى خلايا وانسجة الجسم وكذلك عن طريق الجلد نتيجة لوجود شق او جرح في جسم الانسان. وأشد حالات التلوث الاشعاعي ضرراً ما يصيب المادة الوراثية (DNA) في الكائن الحي مسبباً طفرات تؤدي في النهاية الى احداث اضطرابات في الصفات الوراثية والتي تظهر في صورة تشوهات وأمراض معينة تتوارثها الاجيال كما حدث في هيروشيما ونجازاكي في اليابان وتشرنوبل في الاتحاد السوفيتي سابقاً.
أما التلوث الاشعاعي في العراق وبالذات في منطقة الدراسة بغداد فقد نتجت عن الحروب الاخيرة منذ 1991 الى غاية 2003 نتيجة لاستعمال القوات الامريكية و حلفائها ذخائر اليورانيوم مما تسبب في كوارث بيئية وصحية وخيمة كان من نتائجها انتشار امراض السرطان، وقد بينت وزارة البيئة وجود أكثر من 300 موقع في العراق وأبرزها (5 مواقع) أكثر تلوثاً بالمبيدات الزئبقية والعناصر الثقيلة الفينول المتعدد والكلور واليورانيوم المستنفذ بسبب الاسلحة المتروكة في بعض المناطق بعد انتهاء الحروب وكبريتات الكروم والسيانيد والكبريت ومركباته رابع اثيلات الرصاص، ويؤثر اليورانيوم المنضب في الصحة العامة والدليل تحولات ملحوظة في معدلات الاصابة بالعيوب الخلقية وامراض السرطانات ملفت للنظر في بغداد (منطقة الدراسة) خلال المرحلة الاخيرة ولاسيما المدة (1991-2011).