ينتمي السكان من الشعوب الافريقية إلى أربع مجموعات عرقية قديمة يمثلون السكان الاصليين للقارة الافريقية ، فضلا عن الحاميين ، والشعوب الزنجية السامية ، ثم العناصر السامية العربية ، وقد وجدت في القارة أقدم الحضارات التي أثرت وتأثرت بحضارات المنطقة العربية برمتها. إنّ الأديان والمعتقدات الإفريقية التقليدية ينتمي معظمها إلى صنف الأديان المتعددة الآلهة ، وذلك ما تتميز به مجتمعات ما قبل الطبقية ، فالأشخاص الخارقون في هذه الأديان هم أرواح مختلفة (بما في ذلك أرواح المكان وأرواح الأجداد ، وأرواح ظواهر الطبيعة ...الخ) ولكنهم ليسوا آلهة ، وبذلك تكون الأديان المتعددة الآلهة من صفات المجتمعات الافريقية الاولى ([i]) ، وهي بذلك تشترك مع اولى المجتمعات الحضارية المتشكلة في المنطقة العربية الا وهي مجتمعات وادي الرافدين ووادي النيل حيث اتصفت دياناتها منذ بدايتها الأولى بمبدأ (الشرك) أو تعدد الآلهة و مبدأ التشبيه أي تشبيه الافراد بالآلهة بخاصة الملوك ([ii])، ومن المعروف ان في مواطن حضارات إفريقيا الغربية (السودان الغربي والأوسط ، ومنطقة خليج بنين) وما بين البحيرات (يوغندا) قامت أديان تجسد الإله في عدد من الأشخاص. وبشكل عام فان الأديان الإفريقية التقليدية ، سواء أكانت المتعددة الآلهة أم تلك التي جسدت الإله في شخص واحد ، لم تكن مناسبة تماماً لنظام يملي تعاليمه الروحية على أفراد المجتمع الواحد في إفريقيا قديما ، بل ان الممارسات الدينية والاجتماعية هي الصفة الغالبة على سلوك المجتمعات عموما سواء في حضارات المجتمعات العربية أو الأفريقية.
[i]- يوري، كبيشانف، الحضارات الإفريقية: التشكل والنموّ- إفريقيا: التراث الثقافي والعصر، موسكو، 1985م، ترجمة، نوفل عليّ نيوف، مجلة طلية الدعوة الإسلامية، عدد8، 1991م، طرابلس، ليبيا.
[ii] - الدباغ، تقي، الفكر الديني القديم، ط1، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1992، ص264.