تُعد التنمية البشرية أحد البرامج الانمائية الاساسية التي تهيء الظروف المناسبة للإنسان للمشاركة في بناء مجتمعه , بوصفْ ان الانسان هو هدف التنمية ووسيلتها في الوقت نفسه. ان المجتمعات تتقدم من خلال جهود ابنائها ومشاركتهم في دعم برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية , ولا سيما ان التنمية البشرية تستند على مفاهيم الارتقاء بنوعية الحياة من خلال زيادة قدرة البيئة الاجتماعية على دعم الظروف التي تخدم الانسان وتهيء له الحياة الطويلة السليمة , والمعرفة الوافية ,ومستوى المعيشة اللائق الكريم , ولا يتوقف الأمر عند ذلك , إذْ لا جدوى من تعزيز القدرات من دون توفير الفرص لاستعمالها .

إما على مستوى العراق فقد أرتبطت التنمية بالتخطيط بالدرجة الاولى , إذْ يُعد ظهور مجلس الاعمار إلى الوجود حسب قانون ذي الرقم (53) عام 1950 أثر أرتفاع حصة الحكومة العراقية من العائدات النفطية , اول خطوات العملية التنموية , إمَا عام 1958 تأسس مجلس التخطيط على اعقاب مجلس الاعمار , اشرف مجلس التخطيط على وضع الخطط الخمسية منذ عام 1959 الى عام 1991 . إلا ان تعرض المسيرة التنموية في العراق,ومنذ تأسيس الدولة العراقية المعاصرة عام 1921الى مجموعة من الانتكاسات اثرت وبشكل مباشر في واقع التنمية ,فنتيجة للصراعات القائمة على اسس سياسية او طائفية او اثنية , أو الحروب التي شهدها العراق منذ عام 1980 الى عام 2003 والتي استنزفت الكثير من الموارد البشرية والمادية اثرت وبشكل مباشر في واقع التنمية البشرية في العراق , والتي أكدتها تقارير التنمية البشرية التي يصدرها المركز الانمائي للأمم المتحدة , والتي بينت ان العراق يحتل مرتبة متأخرة في مجال مؤشرات التنمية البشرية قياسا بدول العالم التي شملتها التقارير . إما بعد عام 2003 وبانتهاء العمليات الحربية التي قادها التحالف الدولي, وسقوط النظام السابق عانى العراق من تركة ثقيلة ومتعددة الابعاد ,وعلى  المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عامة . ان عملية التنمية البشرية , والتخطيط للتنمية في العراق , وأعادة الاعمار لمعالجة اثار التركة الثقيلة التي ورثها العراق نتيجة لسياسات النظام الفاشل , قد اصطدمت بكثير من التحديات والعوائق, كان اهمها التدهور الامني بسبب ارتفاع وتيرة الصراع على اسس طائفية واثنية وسياسية , إذْ يُعد من أخطر ما واجهه العراق اليوم هو اتساع ظاهرة الاستنزاف البشري والمادي نتيجة للتدهور الامني وضعف الدولة . كذلك من التحديات التي تواجهها التنمية البشرية في العراق , أنتشار ظاهرة الفساد الاداري والمالي الذي أصبح ظاهرة مستشرية في اغلب مؤسسات الدولة , إذْ أحتل العراق , وحَسب منظمة الشفافية العالمية مراتب متقدمة في مجال انتشار الفساد المالي والاداري . ان دراستنا احتوت على خمسة مباحث وكما يأتي:

الاطار العام للدراسة تناولنا فيه عناصر الدراسة الرئيسة : مشكلة الدراسة , أهمية الدراسة ، أهداف الدراسة , كما تناولنا تحديد المفاهيم والمصطلحات الرئيسية.

الاطار النظري للدراسة أحتوى على النظريات الصراعية المفسرة للدراسة.

الإجراءات المنهجية والعلمية للدراسة الميدانية

عرض وتحليل نتائج الدراسة الميدانية ، تناولنا فيه عرض وتحليل الدراسات للبيانات الاولية لعينة الدراسة ، ومؤشرات الصراع السياسي وانعكاسات الصراع السياسي على مسار التنمية البشرية. مع أهم النتائج والتوصيات التي توصلت إليها الدراسة .