ليس على الباحث موضوع النازحين، فقد كنت أحد النازحين وعائلتي نازحاً في احد المخيمات على الحدود مع أعداد هائلة في ظرف البلد عام (1996) وكانت المعاناة قاسية جداً لمدة ثمانية اشهر ، إذ الظروف القاسية في (خيمة) اضافة إلى معاناة كبيرة فيما يتعلق بالغذاء والمحروقات والثلج الكثيف والغذاء والظروف التي تتعلق بالصحة والنظافة والصحيات وما شابه ذلك من أمور عديدة والتهيؤ مساءاً تشعل (الفانوس) ومشكلة كبيرة فيما يتعلق بمسألة مهمة جداً وهي المياه. لهذه الأسباب أخذت أتحرى عن الموضوع وجمع المعلومات حول أوضاع النازحين متابعاً، وبما ان مخيمات النازحين متعددة (سواء كان من العراقيين أو السوريين) لذلك اتخذت مخيماً للعراقيين في منطقة (عربت) وهو قضاء جنوب السليمانية فيه مخيم كبير جميعهم من العراقيين وبالذات من منطقة (يثرب) وبعد استطلاع أولي للمخيم حددت الإجراءات العلمية بدءاً من الجامعة بكتاب إلى دائرة الهجرة والمهجرين في مدينة السليمانية لأن المخيم فيه إدارة واحتياطات امنية، (مرفق مع لملاحق)، وشكت فريق عمل اثنان من الأساتذة ولتفادي الإحراج اخترت احدى الأستاذات لغرض ملء الاستمارة من النساء وفعلاً ساعدوني في ملء الاستمارة الاستبيانية وكنت قد التقيت مع الرجال في المخيم وتحاورنا كثيراً وسأوضح ذلك في تحليل الجداول الإحصائية. وقد تحول في السنوات الأخيرة انتباه المجتمع الدولي ووكلات الامم المتحدة والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية إلى بعدٍ جديد من النزوح السكاني، والذي يسمى بالنزوح داخل البلد نتيجة لعوامل عدة منها التزاعات العسكرية أوالطائفية أو العراقية أونزاعات الهوية(1).
وهذا ما تمثله ظاهرة النزوح الداخلي من تهديد كبير على صعيد الفرد والمجتمع، أذ انها تشكل اكبر صدمات الحرب والعنف من حيث الشعور بالاقتلاع وفقدان المجال الحيوي الحيوي المطمئن والمألوف والوقوع في عالم غريب يفتقر إلى مقومات الحياة العادية والتي يعاني منها النازح.(2) وبذلك يتزايد اهتمام العديد من العلوم الانسانية بموضوع السكان والتغيير الديمغرافي في تطوره واثاره على قطاعات المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهناك كثير من العلوم الاجتماعية التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة في موضوع دراسة ظاهرة النزوح منها مثلاً علم السكان.(3) وهنا لا بد لي ان اتقدم بالشكر الجزيل إلى الاستاذ كاروان احمد والاستاذة شيرين ابراهيم والأستاذ نزار طيب سليم الذي
ساعدوني في ملء الاستمارة الاستبيانية في المخيم.