تتناول هذه الدراسة الاستعمالات الثقافية في شعر أبي تمام التي اتسعت وتفرعت لتطول كل ثقافات عصره العربية القديمة من( شعر، وأخبار، وأنساب) ، وثقافة دينية ، إذ لم يكن اتصاله بها اتصالا سطحيا، بل كان اتصالا عميقا دقيقا. فقد اغترف أبو تمام من تراثه الثقافي المخزون في ذهنه وفكره، فهو في كل الأحوال قد بنى بنيانه الأدبي على هذه الخلفية الغنية بأسلوب يوصل المعنى، ويقويه، بل ويمكنه من قول ما لا يستطيع قوله صراحتا، وذلك بإتكاء على رمز تراثي أدبي أو ديني ، أو حادثة تاريخية، مكنته من إنتقاء مفرداته، وألفاظه وكيفية صبها في قوالب أختارها لها، لذلك كشفت هذه الدراسة عن مصدر إلهام تجربته الإبداعية بما توافر فيها من دلالات، وإيحاءات تسربت من تلك النصوص القديمة (شعرا، ونثرا)، والتاريخ، والأساطير في نظم خاص من السمات الفنية، والجمالية؛ ليغدو معه نصا حاضرا، ومستقبليا، ينظر اليه في بيئته الطبيعية الخاصة، ليصبح مظهرا من مظاهر التمازج، والتفاعل الثقافي، فتفاعل نصوصه المستحضرة من الذاكرة – داخل النص- تشكل وحدات منسجمة في بنية نصه حاملة بين جوانبه عناصر الإثارة ، بفعل الخيال مما يخلق عالما جديدا يخالف السابق . وجل نصوص تشير الى هذه الحقيقة (التفاعل) مما حذا بالباحث السير إلى فك خيوط البنية الجديدة، ومحاولة الرجوع بها إلى أصـولها والوقـوف على الطريقة التي تم بها الانصهار والتفاعل وعملية بناء النص الجديد.
Details
Publication Date
Sun Dec 23 2018
Journal Name
Al-adab Journal
Volume
1
Issue Number
119
Choose Citation Style
Statistics
Abstract Views
378
Statistics