إن تعاطي المخدرات والاتجار بها ظاهرة قديمة قدم التاريخ البشري، وذلك ان آثار عدد من الحضارات التي سادت هنا وهناك حملت من الشواهد ما يدل على ذلك، وقد انتشرت المخدرات بشكليها الطبيعي والصناعي، لذا تعددت أنواعها وأشكالها وتأثيراتها في الإنسان، ولا تكاد تخلو قارة من قارات العالم من نشاط تجارة المخدرات، إلا أن منطقة الشرق الأوسط تعد من أكثر المناطق الجغرافية نشاطاً للمخدرات وذلك لموقعها الجغرافي الذي يتوسط قارات العالم القديم, ولطبيعة المنطقة الجيوستراتيجية , ولكثرة الحروب والمنازعات التي عصفت بدولها, ناهيك عن تطور النقل والأتصالات الذي جعل من تجارة المخدرات ظاهرة معولمة. وتنتج المخدرات في مناطق عدة من الشرق الأوسط وخارجه كمنطقة المثلث الذهبي والهلال الذهبي والمغرب ولبنان واليمن والسودان، وتنقل إلى دول منطقة الشرق الأوسط عبر مسارات جغرافية متنوعة ومتعددة، مما مكن من تقسيم منطقة الدراسة إلى دول منتجة للمخدرات وأخرى مستهلكة وثالثة دول عبور. وكان العراق وبحكم موقعه الجغرافي دولة عبور للمخدرات من إيران ودول جنوب غرب اسيا إلى دول الخليج العربي وبلاد الشام، أما بعد سقوط النظام السابق واحتلال العراق من الولايات المتحدة التي وفرت بيئة ملائمة لأنتشار المخدرات, لذا انتشر تعاطي المخدرات بين أوساط الشباب مما كان له انعكاسات سلبية عدة على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتأثيراتها في الأمن الوطني