في بداية الثمانينيات من القرن العشرين، كان المد الإسلامي ينتشر بقوة وعنف في البلاد العربية ولاسيما في مصر، والمملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربي، واليمن، والجزائر، وكان لإعلان إسلامية الجهاد في أفغانستان وقع مؤثر في نفوس الشباب العربي الإسلامي في العالم العربي والإسلامي بل والعالم أجمع، فحرب أفغانستان كانت أول حرب تحرير ضد الغزو الأجنبي، ولهذا لاقت مسألة إعلان الجهاد صداً واسعاً لدى معظم البلدان العربية التي خاضت حروب تحرير وطنية داخل حدود بلدانها، وهذه المرة لبى الشباب العربي المسلم نداء الجهاد خارج حدود البلاد العربية إلى أرض جبلية وعرة شعبها مسلم استغاث من الاحتلال السوفيتي لأراضيه. تسلط هذه الدراسة الضوء على الاوضاع الداخلية في افغانستان اثناء الاحتلال السوفيتي ودور العرب في دعم تنظيمات المقاومة الأفغانية ضد الاحتلال السوفيتي. ابتداءً بحركة المقاومة الأفغانية التي نشأت ردَّ فعل للاجتياح السوفيتي لأراضيه، وأهم التنظيمات الجهادية التي قادت حرب المقاومة، ثم تناولت ردود الأفعال الدولية والإسلامية والعربية لهذا الاحتلال، وركزت على دور المملكة العربية السعودية ومصر ودول الخليج العربي التي اسهمت بشكل فعال في الدعم المادي والمعنوي لحركة المقاومة الأفغانية، ثم تطرقت إلى بدايات التواجد العربي في أفغانستان، ودور المتطوعين العرب الإنساني والإغاثي في بيشاور، ثم دورهم القتالي ومشاركتهم في بعض المعارك ضد القوات السوفيتية، وأخيراً مصير المتطوعين العرب بعد الانسحاب السوفيتي من أفغانستان عام 1989.