إنَّ الصحابي الجليل جابر بن عبد الله له شخصية عظيمة، فقد ألمَّ بكل العلوم الإسلامية من فهم للقرآن الكريم وتفسيره وحفظه للأحاديث النبوية الشريفة وكان يعد من الصحابة الاوائل في عدد مروياته لاحاديث رسول الله (ص) ومروياته عن أهل البيت (عليهم السلام). وتربى (t) بين يدي رسول الله (ص) فكان عالماً جليلاً، فقيهاً، محدثاً، وكان في مقدمة المحدثين من الصحابة عن رسول الله (ص) فروى الأحاديث الكثيرة في مختلف الأبواب الفقهية ومسائل الشريعة. وكان (t) مولعاً بكسب العلم والحديث إلى حد أنه كان يشد الرحال في طلب الحديث الواحد، وقدر الله تعالى إلى الصحابي الجليل أن تكون له حياة متميزة عن باقي الصحابة بملازمته لرسول الله (ص) وامتيازه بحفظ الأحاديث الكثيرة والمتنوعة في أبواب الشريعة الاسلامية وأخذ جابر بن عبد الله (t) بحظ وافر من فهمه للقرآن الكريم وحفظه للسنة النبوية الشريفة مما جعله شخصية مهابة وذات منزلة بين صحابة رسول الله (ص). وبالرغم من أن الصحابي جابر بن عبد الله (t) لم يكن بذلك القائد الفذ الذي يشار اليه بالبنان في المعارك إلا أنه كان حريصاً على المشاركة في كل الغزوات التي غزاها رسول الله (ص) ما عدا غزوتي بدر وأحد لمنعه من أباه.

وكان الصحابي الجليلي جابر بن عبد الله (t) حريصاً أشد الحرص على التقرب من آل البيت والتودد اليهم إدراكاً منه وفهماً لقوله تعالى: ]قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيّهِ أَجراً إلَّا المَوَدَّةَ فيِ القُرّبَى [.