إن ما يتمتع به التراث العربي من مزايا تكوينية أمكنته في المجمل كي يتصدر حضوره الفعلي لدى الدارسين المحدثين، نتيجة لما ينهض عليه من تراكيب وأبنية وصيغ بلاغية ونماذج وأغراض وطرائق أسهمت اللغة في تجليها عبر انعطافات ابداعية وانزياحات بلاغية، كان في مجملها مركزا للالتفات ومسلكا لاستدعائه واستعارة الجوهر من مبانيه بوصفه انموذجا يجدر تقفي أنساقه ومراميه، وعلى الرغم من هذا التطلع فإن عملية الحذو هذه ظلت عصيّة، لدى الدارسين لكون أن التقليد أو المحاكاة تفقد الإبداع جديته وأصالة تكوينه من حيث فرداة التكوين، على أساسا أنهم قد عنوا به عناية فائقة عن بداياته ومقومات إبداعه وثبات أطره وأسسه المعرفية. لقد شدّ انتباه كثير من الدارسين المحدثين تلكم المواصفات القائمة في التراث الشعري، بموضوعاته وأغراضه ونظامه اللغوي، وأغراضه المختلفة وطرائق بنائه الخلاّب بناءً فنيّاً من حيث الصور والأخيلة؛ على أساس أنّهم قد عنوا به عناية فائقة عن بدايته ومقوّمات إبداعه وثبات أطره وأسسه المعرفيّة؛ الشيء الذي دفع في ما بعد إلى الإعجاب به واقتفاء أثره شكلا ومضمونا، إذ نتج عن ذلك صراع وخلاف عميق في مزايا محاكاته ومساوئها ما يزال باقيا ما دام هناك مقلّدون ومجدّدون.
Details
Publication Date
Sun Dec 16 2018
Volume
1
Issue Number
120
Choose Citation Style
Statistics
Abstract Views
322
Statistics
مصوغات التشكيل الشعري في ضوء فهم القدماء وتأويل المحدثين (الشاعر بشار من خلال هجائه انمودجا)
Related publications