استفاد الانسان القديم من التنوع الجيولوجي والموارد الطبيعية في المواقع الآثارية المدروسة وهي بازيان في شمال العراق ، والكصير في وسط العراق ، لتلبية احتياجاته اليومية مثل الغذاء ، والماء ، ومواد البناء ، وحماية نفسه من اخطار الطبيعة او اي عدو محتمل . تقع بازيان على بعد 20 كم غرب مدينة السليمانية شمال شرق العراق ، والكصير قرب بحيرة الرزازة ، الى الجنوب من مدينة كربلاء في وسط العراق . والصخور المنكشفة في مناطق الدراسة هي : لايمستون ، ودولوستون ، و مارلي لايمستون ، والمارل ، والجبسم ، والصخور الطينية ، والصخور الوحلية ، والصخور الرملية ؛ والتي تعد مصدرا مهماً لصخور البناء في الموقعين ، وتم استعمال حجر الكلس والدولوستون في البناء ، وحجر الجبسم في صنع المادة الرابطة (الجص) ، والصخور الطينية في تحضير الطابوق الطيني (اللبن) ، والطابوق المفخور ، والاواني الفخارية . ان وجود الاشكال الارضية المتنوعة ، ربما قد تم الاستفادة منها من قبل الانسان القديم مثل : الجبال ، والهضاب ، والمنحدرات ، والتلال المتموجة ، والكهوف ، لاسيما في اختيار المواقع التي تحميهم من السيول الجارفة في المواسم المطيرة ، او المسيطرة على طرق النقل البرية . وتلعب التربة (الرملية ، والغرينية ، والطينية) والموارد المائية المجاورة للموقعين ، دورا مهما في نمو واغناء التنوع النباتي الطبيعي او المستزرع ، الذي ساهم في توفير الغذاء للانسان ، والنباتات الرعوية ، وغذاء الحيوانات العشبية التغذية ، والوقود ، وانتاج المشروبات . قام الانسان بصيد بعض الحيوانات لغذائه مثل : الماعز البري ، والارنب البري ، والقبج ، والحجل ، والصقر ؛ والبعض الاخر التي ربما كانت متوحشة او خطرة عليه كي يتخلص منها مثل : الفهد الفارسي ، والثعلب الاحمر ، والذئب ، والدب الاسمر . وعلى الرغم من المسافة البعيدة بين الموقعين المدروسين ، التي قد تصل الى 400 كم ، فقد لوحظ وجود عناصر مشتركة في مواد البناء ، والاساليب التقنية في البناء ، وبعض الاشكال الارضية ، ونوع التربة والموارد المائية ، والمعتقدات الدينية ، وغيرها ، مما يشير الى وجود تبادل تجاري او ثقافي وربما الاثنين معاً .