لقد كثر الحديث في الفترة الاخيرة عن الجفاف وشحة المياه في العراق ، وبعد ان بان هذا الامر بشكل واضح لا يقبل التأويل أصبح موضوع المياه ونقصها وتردي نوعيتها تحديا كبيرا يتطلب من دول المنطقة وضع الاستراتيجيات ضد الأخطار التي تواجهها ، مما قاد هذا الأمر العراق إلى استعمال جزءٍ كبير من مخزونه الاستراتيجي في السدود والخزانات إذ أصبح لزاما التنسيق المسبق بين الدول المشتركة في مياه نهري دجلة والفرات وهي سوريا وتركيا والعراق وايران لتحديد حصة كلّ منها . إن ما وصلنا اليه لم يكن أمرا مفاجئا إنما كان متوقعا ومنذ أربعة عقود ، ولو اضفنا ظاهرة ((الاحتباس الحراري)) التي تحدث عنها العلماء لأول مرة قبل اكثر من عقدين عند ذاك نجد ان مع ظاهرة الاحتباس الحراري التي اخذت بالتفاقم الواضح خلال السنوات الأخيرة ومايتبعها من تغيّر مناخي ، فأن علينا ان نتوقع ليس ((سبع سنوات عجاف)) وإنما في أحسن الأحوال((سبعة عقود عجاف)) ، مالم تُتخذ الاجراءات التي أوصت بها دراسات السبعينيات من القرن الماضي حول موازنة المياه في العراق ، وذلك لتقليل الخسائر وايقاف التصحر وبالحدود التي تُؤمِن العيش الرغيد للاجيال المقبلة . إنَ ضرورة هذا الأمر كان دافعا للكتابة في الموازنة المائية لأحد أكبر انهار الشبكة المائية في محافظة ميسان الا وهو نهر البتيرة آملا ان تتوسع مثل هذه الدراسات من الباحثين للتوصل الى تغطية كاملة لانهر العراق للوصول الى مقدار الزيادة أو النقصان في المياه من اجل وضع الخطط اللازمة لعملية استثمار المياه بشكلٍ علمي ودقيق .