التخالف بين الأفعال أمر ظاهر في اللغة العربية عموماً وفي القرآن الكريم بشكل أخص , وهو يأتي لأغراض دلالية وأسلوبية مختلفة , ويرتبط بهذه الظاهرة تخالف فعلي الشرط والجواب من الناحية الزمنية. فقد قرر النحويون أن أفضل الأساليب في الشرط هي أن يأتي فعلا الشرط والجواب مضارعين , ثم ماضيين , وما جاء خلاف ذلك حاولوا تأويله .
وهذا البحث أثبت أن القواعد التي وضعها النحويون لا تصمد كثيراً أمام ما ورد من أمثلة لهذه الظاهرة في القرآن الكريم , وأنَّ سبب التخالف الزمني بين فعلي الشرط والجواب - ولاسيما في حالة كون فعل الشرط ماضياً وفعل الجواب مضارعاً – إنَّما يعود لأسباب دلالية وسياقية تختص بكلِّ مورد جاء النص القرآني للحديث عنه أو لتبيينه .