Preferred Language
Articles
/
aladabj-2304
قراءة عبد الله الغذامي لمفهوم التجربة الأدبية عند رولان بارت
...Show More Authors

ترتبط التجربة الأدبية برمزية النص الأدبي واختلاف معانيه و تنوع قراءته، على وفق البيئات الثقافية، المحددة ضمن شروطها الخاصة والعامة، وهذا يتصل بشكل كبير بالقارئ بدرجة كافية، الذي ينبغي أن تتوفر فيه شروط  كيفية قراءة النص الأدبي، وإلا فأنه سوف يفقد الكاتب من ميزة أساسية في عملية التواصل الأدبي، فان مؤلف العمل الأدبي، هو يؤلف هذا العمل، يبدع في انتاجه النصي، وفي تصوره قارئ متعين، فكما يبحث قارئ النص عن النص المتنوع الدلالات والمعاني، كذلك يبحث كاتب النص عن القارئ العضوي، والذي قراءته هي نتاج ثقافة عضوية ، أي أنها امتداد لنص الكاتب و ثقافته . فيفترض الغذامي أنه ينبغي على الكاتب أن يعين القارئ، فمفهوم التجربة الأدبية عند الغذامي تقوم على أساس المشاركة، اي التفاعل الحيوي والايجابي بين ذهنيتين، ذهنية الكاتب، كاتب النص من جهة، وذهنية القارئ، قارئ النص من جهة أخرى، عبر النص، الوسيط بين الذهنيتين، وهذه المشاركة الحيوية الايجابية تساهم في اغناء النص عن طريق اضفاء معاني متنوعة له، فأن القراءة الجديدة للنص، تدفع باتجاه تجديد النص، من خلال تزويد النص بمعاني اضافية وتفسيرات مختلفة، وهنا تكون هذه المعاني وهذه التفسيرات ليست حتمية عند كاتب النص أو حتى متوقعة، لأن قراءة النص، عندما يضيفون هذه المعاني، تكون الاضافة ليست واعية أو مفروضة لديهم، لأن القراءة من بيئات ثقافية متنوعة، وأيضا في افتراق زمني، قريب أم بعيد من زمن انتاج النص، لذلك فأن الغذامي يبحث عن المشترك، بين الكاتب والقارئ والنص، ويفترض الغذامي في تحليله للنص البارتي، أنه يرتكز على ثلاثة أسس، في تشريحه للتجربة الأدبية لديه، وهي الكاتب والنص والقارئ. وهنا يرى الغذامي أن هذه الأسس الثلاثة هي محددات التجربة الأدبية البارتية، ولكن مع ذلك، أنه تتجاوز حدود الأدراك المحدد، وهذا التجاوز ليس بالمسألة المنتجة، لأن هذا التجاوز تفرضه طبيعة التجربة الأدبية، فهذه الأسس الثلاثة، لا يمكن تحديدها بحد، فهي تختلف من قارئ إلى قارئ آخر، ومن كاتب إلى كاتب آخر، فالكتابة عند كاتب النص تنتهي ويغادرها الكاتب في لحظة الانتهاء ويتحول كاتب النص، من كاتب لهذا النص إلى قارئ له، ويبتعد عن النص، لحظة بعد لحظة، ويبتعد الكاتب عن نصه بعد الانتهاء من كتابته، ويصبح لهذا النص وجوده المستقل، وينعزل عن الكاتب ويغادر الكاتب نصه تدريجيا. وتأتي هنا لحظة القارئ، كما يتصورها الغذامي، الذي يعمل على ضخ الحياة مجددأ في روح النص، والتي توقفت عنها الحياة، حياة المعاني والدلالات، بعد مغادرة الكاتب لها، وهذه الحقيقة يدركها الكاتب الواعي، الذي يمد نصه بعوامل الحياة، وبذورها الابداعية، وهي أن يجعل النص قابلا للاعتماد على ذاته، بعد مغادرة الكاتب له، فكلما كان النص فيه من المفاهيم الأدبية كلما كانت مهمة القارئ أكثر وضوحا، في اعمال التواصل مع الكاتب، وبخلافه فأن القارئ لن يستطيع اجراء التفاعل الحيوي مع النص الخالي من المفاهيم النصية والأدبية، وهذا يعني أن النص ينبغي أن يكون خاليا من الدلالات والمعاني التي لا تنتمي للوعي النصي والوعي الأدبي، وانما ان يزود الكاتب نصه، بكل ما يعتد به، وضمن السياق النصي، من التقليد الأدبي والعرف الأدبي، وكل ما يلقيه القارئ من التصورات والتصديقات حول النص، التي هي نتاج وعيه واحساسه بهذا النص، والنص الذي لا يستطيع أن يحرك في القارئ ذلك الإحساس المنتج فأنه نص يتيم، ولد يتيما وسوف ينتهي كذلك، وهو بهذه الصورة لن يكون نص الكاتب، نصا نابض بقيم الحياة وانفعالاتها. 

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF