حاولت بريطانيا بعد احتلالها العراق في الحرب العالمية الأولى، المحافظة على مصالحها ومركزها، اذ حشدت الموظفين البريطانيين الذين شغلوا مناصب مستشارين وخبراء لإدارة شؤن العراق في عهد الانتداب، لأجل تحويل العراق إلى مستعمرة بريطانية، ووضعوا أسس الأنظمة الإدارية والمالية والقضائية في البلاد، من دون الاستعانة بأبنائه، اذ شرع هؤلاء الموظفون لأنفسهم امتيازات وصلاحيات واسعة، لكن الملك فيصل الأول بذل جهدا كبيرا للتخلص منهم، من خلال التشريعات التي تنص على تقليص صلاحياتهم ووضع حد للامتيازات التي كانوا يتمتعون بها، وتحاول هذه الدراسة أن تسلط الضوء على الموظفين البريطانيين وما كانوا يتقاضونه من رواتب وامتيازات وصلاحيات واسعة خلال عهدي الاحتلال والانتداب في ضوء الوثائق العراقية.