Preferred Language
Articles
/
aladabj-205
سلطة الجسد في الرواية العربية المعاصرة قراءة ثقافية
...Show More Authors

تقدمت الرواية العربية المعاصرة بخطى واثقة اليوم، وأصبحت منافسا قويا للروايات العالمية المهمة بفعل تسارع الاحداث في المعمورة ،وبفعل العولمة التي أصحبت أمرا محتوما علينا بكل سلبياتها وإيجابياتها، فضلا عن ذكاء الروائي العربي الذي تمرّس في فن السرد، وراح يقتنص الفرصة المواتية ليقدم لنا أعمالا إبداعية مهمة، مستفيدا من عنصر الجسد الذي يشكل عقدة رئيسة في واقع الانسان العربي والمسلم أنثى أو ذكر، والذي يعدّ معادلا موضوعيا لتفريغ الشهوة الجنسية، التي تؤجج الاحداث، وتحرك المياه الراكدة، فالشوق الى الاخر يبقى ساخنا في محيطنا، ومؤثرا على الرغم من الانفتاح، والانفراج في العلاقات العامة، وتبقى سلطة الدين والمجتمع من المهيمنات الرئيسة التي كانت سلاحا ذا حدّين، وقامعا فاعلا في تعاملها مع الجسد الانثوي في منظوره الجنسي على الرغم من أن الجنس "كان ولازال العمود الفقري للحياة، والانسانية والاساس المتين للبناء الاجتماعي، وعن طريقه تتم الدورة البشرية تناسلها وبقاءها ودوامها، فالجنس ليس نزوة فحسب بل غريزة ثواب، وعقاب وناموس طبيعي مثلما هو ليس بهفوة، أو خطيئة، اذا ما تمّ بالعرف المرسوم له"(1) وقد تمكن الاديب الفنان من توظّيف الجسد في الاستعمال الجنسي ،ولا سيما غير الشرعي خدمة للعمل الفني في الاعمال الروائية، وهي مقاربة رائعة، لان العلاقات السياسية المزيفة القائمة الان، والاستغلال البشع لخيرات الشعوب، وإراداتها، أشبه بالاغتصاب الجنسي الذي يعدّ جريمة في الاعراف الانسانية السائدة لان الجنس والاقتصاد هما من الدعائم الرئيسة في بناء المجتمعات، وهذه أنساق مضمرة في العمل الروائي، فأصبح الجنس وسيلة لغرض الوصول الى غاية تفضح الواقع المزيف الذي يعيشه العالم بفعل سيطرة المادة على المثل العليا النبيلة، وأدى الجسد بسلطته الساحرة المعروفة دورا مهما في تقريب الاحداث، وذلك حين تأويلها تأويلا ثقافيا منطقيا.

View Publication