عنيت الدراسات التاريخية ولاسيما في العصور الاسلامية بإعطاء الجانب الاقتصادي عناية واضحة كونه عصب الحياة للدولة العربية الاسلامية ولاسيما في العصر العباسي اذ وصلت الدولة العباسية الى مرحلة النضوج السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي. لا شك إن كتاب الاموال لابن زنجويه (ت 251هـ) وعلى الرغم من كونه من كتب الحديث الشريف الا انه يحتوي على معلومات اقتصادية ذات علاقة بالفقه الاسلامي وتدخل ضمن موضوع الاقتصاد الاسلامي كالفيء والغنيمة والخراج  والزكاة والجزية وغيرها.

وكانت موارد بيت مال المسلمين تعتمد بشكل اساس على الفيء وهو الاموال التي تؤخذ من المشركين بغير قتال كالجزية والخراج والعشور المأخوذة من تجارتهم وما تركوه فزعا وهربا مثل اموال فدك وبني النضير وغيرها . وكذلك على الغنيمة وهي الاموال التي يحصل عليها المسلمون من الاعداء بالقتال ويكون امره الى الرسول (ص) يقسمه اخماسا : اربعة اخماس للجند وخمسا يكون للرسول (ص). ومن اموال الغنائم في معركة بدر والخندق وفتح مكة وغيرها . وبعد استقرار الدولة العربية الاسلامية وفتح العراق وبلاد الشام وتمصير المدن الاسلامية صارت للدولة العربية الاسلامية الكثير من الاراضي الزراعية فاصبح هناك مورد مهم للدولة وهو الخراج الذي يوضع على الاراضي الزراعية وصار الخراج موردا مهما يرفد بيت مال المسلمين ولاسيما من ارض العراق . فضلا عن موارد اخرى رفدت بيت المال كالزكاة والصدقة التي فرضت على مال المسلمين والجزية على رؤوس اهل الذمة.