Preferred Language
Articles
/
aladabj-190
الفرد العربي من حضور الذات الى فعل الانتحار التكوين - المسار - الغاية
...Show More Authors

منذ منتصف القرن التاسع عشر بدأت فكرة طرح المقولات ذات الدلالة التعبوية والتي تتضمن مفاهيم النهضة الفكرية والعمرانية والصحوة الاسلامية، في محاولة منها، صناعة مجتمع عربي واسلامي جديد، يعتمد الابداع والابتكار ويمارس النقد العلمي المنهجي من خلال مراجعة شاملة للتاريخ وحمولته الثقافية. هذه المحاولة قادها رجال الفكر العربي الذين يصنفون من الطراز الاول بحثاً وتنقيباً ورؤية حضارية حديثة. وانقسمت فيما بينها الى اهم ثلاثة تيارات فكرية ومشاريع نهضوية هي: (المسار الماضوي، مسار المعاصرة، المسار التوفيقي بين التراث والمعاصرة). ولكل اتجاه ادواته التي يعتقد انها يمكن ان تحقق نهضة عمرانية وحضارة انسانية.

الا ان المشكلة الرئيسة التي واجهت كل هذه التصنيفات من النظريات الفكرية (النهضوية)، والثقافية، هو في الواقع الميداني الذي يتعامل مع المحسوس  والملموس من الاشياء، والذي يصطدم بالنظريات ليكون معياراً ومختبراً في كشف قوة النظريات من ضعفها وتحديد مكامن الخطأ فيها. ومن خلال قراءة تاريخ تطور الافكار والنظريات في الساحة العربية الاسلامية، نكتشف تلقائيا أن هذه المشاريع، كانت بمثابة ردود افعال على التاريخ الظلامي الذي عاشه المجتمع العربي تحت كنف الاستعمار والاحتلال الذي عمل على تحطيم البنية الاجتماعية والثقافية، اضافة الى الحكومات (الوطنية)، المستبدة التي سارت مع ركب الظلم والتجهيل. اذ إن ظهور الحركات أو الاتجاهات أو المشاريع النهضوية التي اعتبرناها هي ردة فعل على الواقع المزري، يعد عاملا ايجابياً، حيث اخذ دور المستجيب للتحدي، أي أنهم لم يستسلموا ويسلّموا ارادتهم للواقع بل تحدوه بتحدٍ اخر جديد.

View Publication