كان الأدب وما زال مستوعب لكل الجوانب الأدبي التي مثلت لغة العاطفة الإنسانية, فظهرت لنا الاجناس الأدبية الشعرية والنثرية, ومن تلك الأجناس القصة القصيرة جدًا التي حملت في مضامينها الأفكار والتقاليد والعادات التي توارثها الأجيال على نسق يلائم العصر الحديث ويتوافق معه, ولم تختلف في بنيتها عن بنية القصة القصيرة والرواية بل انماز بما هو بخدم قصر عباراتها وتكثيفها ميزة المفارقة التي اعطتها بعدًا تأويلا كبيرًا .
اتماز نتاج القاص السعودي حسن علي البطران بالتخصص في كتابة هذا الجنس الأدبي؛ القصة القصيرة جدًا , وقد أصدر مجموعات قصصية كثيرة ومتعددة, وتنوعت الأساليب التي استعملها في تقديم قصصه معتمدًا على عتبة العنوانات واللغة التي يسودها التكثيف والمفارقة والإيجاز.
عالجت القصة القصيرة جدًا قضايا كثيرة بأساليب عدّة : منها استعمال الصورة الشعرية ولاسيما البيانية: ومنها التشبيه والاستعارة والكناية ناهيك عن المجاز, واختلفت طرق تقديم الصورة فهناك طرق متنوعة ذكرها البحث .
واستعمل تقانة تعددية الأصوات في تقديم الشخصيات, فقد جعل شخصيات القصة القصيرة جدًا ذات كيان مستقل تعرض أفكارها وتبدي رأيها وتعبر عن ذاتها, كان الراوي متعدد فهناك راوي خارجي اعتمد على الرؤية من الخارج , وهناك راوي داخلي يقدم لنا الصوت عن طريق الشخصية نفسها, وعن طريق اختيار الألفاظ المعبرة عن المعاني الموحي بالمضمون, حملت النصوص القصصية تقانات السرد كافية, وجاء الخطاب السردي ذات مجالات متعددة تخدم الأفكار كلها التي صاغها القاص.