أدى انتشار اللؤلؤ المستزرع في أسواق منطقة الخليج، إلى تدمير أقدم مهنة عمل بها أبناء المنطقة لمئات السنين، ولم يكن التأثير مقتصراً على العاملين في مهنة الغوص على اللؤلؤ، وإنما امتد ليشمل كل ما يرتبط بهذه المهنة، سواء المهن المكملة لها، أو تجار المنطقة، أو التجار الأجانب، أو الأسواق المحلية أو الخارجية، وأدى الانهيار العالمي لسوق البورصة في نيويورك عام 1929م، والذي كان يتم تداول اللؤلؤ فيه، كأحد الأحجار الثمينة، إلى القضاء التام على تلك المهنة، وكانت الكويت التي اشتهرت بأساطيل اللؤلؤ الكبيرة، من أكثر دول المنطقة تأثراً، فقد دخلت في سنوات صعبة خلال فترة الثلاثينيات، لتأتي الحرب العالمية الثانية التي بدأت عام 1939، وامتدت حتى عام 1945م، وتقضي على ما تبقى من أمل لدى أبناء المنطقة، من انفراج للوضع السيء، فقد انهارت طبقة التجار، وعمّت البطالة معظم أفراد المجتمع، وأصبح اللؤلؤ الطبيعي مكدساً بكل مكان، ولا يجد من يشتريه.