الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى زوجاته أمهات المؤمنين وآل بيته الأطهار الميامين وأصحابه الأبرار الصالحين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
تناول البحث الشخصيات النسائية التي أدركت حياة رسولنا الأعظم محمد (عليه الصلاة والسلام) اللواتي أسلمن بعده وشاركن في حمل الرسالة الإسلامية والدفاع عنها بأنفسهم وما ملكن، والحفاظ على السُّنّة النبوية الشريفة المطهرة ونقلها إلى الأجيال التي تبعتهم وأثره في بناء المجتمع الإسلامي الجديد الذي جعل ذكرهن مبعثاً للوقار يملأ النفس بالقدوة الحسنة في العمل والعلم والمعتقد الصالح لكافة الأزمان والأجيال.
وقد صحبن هؤلاء الصحابيات (رضي الله عنهن) التابعيات اللواتي حملن شرف رواية الحديث النبوي وممارسة تعليم المسلمين والمسلمات في حلقاتهم التعليمية لعلوم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف في حقبة العصر الأموي (41هـ - 132هـ / 661م – 750م).
تضمن البحث لمحات من الإسهامات الفكرية والفقهية للتابعيات في العصر الأموي والرواية عند الصحابة والتابعين ثم الرواية عند الصحابيات واللتابعيات (رضي الله عنهم أجمعين) ومن ثمَّ تسليط الأضواء في لمحات من الإسهامات الفكرية والفقهية للتابعيات.
اعتمد البحث العديد من المصادر الأولية منها كتب التراجم ككتاب التاريخ الكبير لمؤلفه إسماعيل بن ابراهيم البخاري المتوفى سنة (256هـ/869م) وكتاب الكنى والأسماء لمؤلفه مسلم بن الحجاج المتوفى سنة (261هـ/874م) وكتاب الثقات لمؤلفه أبي حاتم محمد بن حبان المتوفى سنة (354هـ/965م) وكتاب تجريد أسماء الصحابة لمؤلفه محمد بن أحمد الذهبي المتوفى (748هـ/1348م).