إن الطبيعة العقلية للنحو العربي تفرض الجانب الحجاجي على كل من يرفض آراء النحاة المنطقية ، أو يحاول التجديد في أبوابه سعيا لتيسيره ومن تلك المحاولات كتاب النحو، نقد وبناء للدكتور إبراهيم السامرائي.
لقد رصد البحث أساليبا حجاجية بني عليها كتاب النحو العربي بوصفه نقد وبناء ، وهو نقد قائم على الرفض والمناقشة والحوار لبناء فكري نحوي ينظر الى اللغة بأنها علم يحاكي سائر العلوم في تطورها وتجددها وذلك ما يحكمه الفكر الفلسفي الذي اعتمده النحاة في مؤلفاتهم ،إذ تأثروا بمناقشات الأصوليين وتحليلات المتكلمين.
جاءت هذه الدراسة على محورين ، أحدهما: تناول أساليب الحجاج ، والآخر: تناول تجليات الحجاج ، وذلك انطلاقا من قول السامرائي: (( لقد جريت في هذا البحث على نقد النحو القديم لأظهر ما فيه من مواد وأساليب ليست منه ، ولأوقف القارئ على ما يمكن ان يعرفه من العلم النحوي ليميز بين الصحيح وغير الصحيح )) ما يكشف عن احتجاجه على آراء القدماء وفق ما يحكمه الاستعمال اللغوي الحديث .