ساهمت التطورات المتلاحقة في شبكة الانترنت في إيجاد هذا الشكل الجديد من الإعلام ،وقد تعددت تصنيفاته ومسمياته لدى المهتمين والمختصين الإعلاميين, الذي أطلقوا عليه عدة تسميات منها: الإعلام الجديد، والإعلام البديل، الذي يشمل الشبكات الاجتماعي الافتراضية، المدونات، المنتديات الالكترونية، وغيرها من الأشكال والأنواع المتعددة، فهذا شجع متصحفي الانترنت من انحاء العالم كافة على الإقبال المتزايد عليها، ذلك أن هناك من يرى فيه وسيلة مهمة لأحداث التنمية البشرية داخل المجتمعات، ووسيلة للتشاركية المجتمعية، وتقريب المفاهيم والرؤى مع الآخر، والاطلاع والتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة، فضلا عن دوره الفاعل والمتميز كونه وسيلة اتصال ناجعة في الهبات والانتفاضات الجماهيرية.

وهنا تتضح أهمية علاقة التفاعل الالكتروني مع الأنشطة المجتمعية والتي تعد ضرورة ملحة تتطلبها مرحلة الشباب بصورة خاصة، إِذْ تعد مصدراً من مصادر تشاركية الشباب ومساهمتهم في شتى المجالات المجتمعية والثقافية، فالتشاركية المجتمعية لا تتم بدون مساهمة الشباب بها، وفي إطار ذلك كله يُلاحظ أن الدراسات والبحوث الميدانية الإعلامية أولت مجتمع الشباب أهمية خاصة بوصفه مجتمعاً جديداً يتميز بالخصوصية، ومن هنا جاءت الحاجة إِلى دراسة طبيعة وتوجهات الشباب نحو الإعلام البديل على شبكة الانترنت والشبكات الاجتماعي (الفيس بوك).

وقد مثل ظهور شبكات التواصل الاجتماعي فتحاً ثورياً، نقل الإعلام إِلى آفاق غير مسبوقة، واعطى مستعمليه فرصاً كبرى للتأثير والانتقال عبر الحدود وبلا قيود ولا رقابة إلاَّ بشكل نسبي محدود.

ومن هنا سعت هذه الدراسة لاستجلاء حقيقة الدور الذي يؤديه الإعلام البديل في معالجة قضايا المجتمع العراقي، مع التركيز بشكلٍ خاص على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، لما يحظى به من انتشار ملحوظ عالمياً وعربياً ومحلياً، ولأن اغلب مستعمليه هم من الشباب الذين هم عصب أي عمل تشاركي- مجتمعي – لذلك حاول الباحث تسليط الضوء على ذلك.