يعد الغناء أحد السمات الفنية البارزة في العراق، ومدينة بغداد تحديدا، التي ظهرت وتبلورت فيها العديد من الألوان والتجارب الغنائية وعبر حقب زمنية مختلفة ولا سيما حقبة  السبعينيات من القرن العشرين كونها حقبة مهمة ومميزة في مسيرة الأغنية العراقية التي وصلت فيها الى ذروة الصياغة اللحنية والأدائية، وعلى يد كوكبة مميزة من الملحنين منهم الفنان (طالب القره غولي)، والذي يعدّ من ابرز من أسهموا في تطوير الأغنية واغناء مسيرتها الفنية، وعلى الرغم من أهمية أعماله إلا أنها لم تدرس دراسة علمية متخصصة، وهذا البحث يختص بدراستها عن طريق الكشف عن خصائص الألحان الغنائية لدى هذا الفنان. وتبرز أهمية البحث فيما يضيفه من معرفة جديدة وإلقائه الضوء على مسيرة فنان مميز وخصائص ألحانه الغنائية، فضلا عن تقديمه معلومات وآراء جديدة بوصفه مصدراً جديداً يضاف إلى المكتبة العربية بوجه عام والعراقية بشكل خاص.

 لقد استعرض البحث الأغنية العراقية ومراحل تطورها بالقرن العشرين، كما تحدث عن حياة الفنان طالب القرغولي ودوره في الأغنية العراقية. وقد درس البحث عينات اختيرت بطريقة عشوائية مثلت المجتمع المتمثل بالأغاني التي لحنها الفنان طالب القره غولي، من خلال تحليلها بمعيار صمم لهذا الغرض، ليخلص إلى مجموعة من النتائج والاستنتاجات، أبرزها التنوع في السلالم المقامية التي يستعملها، ولا سيما الشائعة في الموسيقى والغناء العربي والعراقي، مع الانتقال إلى سلالم أخرى قريبة، وذات الطابع المحلي الصرف، والذي يدل على توسع التنوع المقامي، فضلا عن الكثافة اللحنية المميزة في أعماله.