الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أما بعد:
إنَ استعمال المصطلح في أي علم من العلوم يدلّ على ثقافة ذلك العالِم، ومعرفته العلمية بذلك العلم، وبهذا يمكن التعرف على مذهبه العلمي الذي يميل اليه. ومهذب الدين كغيره من العلماء استعمل مصطلحات نحوية كثيرة في كتابه (نظم الفرائد وحصر الشرائد ).
وآثرت أنّ أدرس المذهب النحوي لديه في كتابه نظم الفرائد؛ لأقف على آرائه ومصطلحاته النحوية والمسائل الخلافية التي أوردها. غلب استعماله للمصطلح البصري على الكوفي. واستعمل مصطلح (الخفض) الكوفي فقط ولم يستعمل البصري. وأشار الى المسائل الخلافية في كتابه وذكر فيها رأي البصريين والكوفيين من غير ترجيح، من ذلك: مسألة نصب الفعل المضارع بعد واو الصرف، ومجيء (إن) المكسورة بمعنى (إذ)، وكون حاشا حرفا وليس فعلأ، وكذلك زيادة (ما)مع (إذ وحيث) وتبين بالأدلة من كتب النحويين ان زيادة(ما) هنا ليست مسألة خلافية بين البصريين والكوفيين كما ذكر هو.
ويظهر أنّ مهذب الدين كان متأثرا بالمدرستين البصرية والكوفية تأثرا واضحا وذلك من استعماله لمصطلحاتهم وآرائهم، وذكر المسائل الخلافية بينهم. وعلى ما يبدو لي أنّه كان ميالا للبصريين أكثر، ويظهر ذلك من ذكره لآراء سيبويه أكثر من غيره من العلماء، واستعماله المصطلح البصري أكثر من المصطلح الكوفي.
وأخيرا أسأل الله السداد والاستقامة وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين