عانى المجتمع العراقي من المحن وكوارث الحروب ما عاناه أبان حكم النظام الدكتاتوري السابق والمآسي التي صنعت معانات رهيبة عاشها المجتمع العراقي نتيجة لسياسات وتصرفات انفرادية غير منضبطة التي أدخلت البلد بدوامة الحروب منذ بدایة الثمانینیات من القرن الماضي، عاش العراق سنوات طویلة ومتواصلة من الازمات حین خاض غمار حربین وحصاراً اقتصادیاً منذ اب1990 ثم احتلال العراق عام 2003 وذاق ويلاتها حتى أدت إلى تدهور التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وكل هذه التطورات تركت آثار وتداعیات خطیرة على الأوضاع المجتمعیة للعراق من الناحیة المادیة والبشریة واحدثت تصدعا في بنائها وتوازنها ووظائفها . وعلى صعید اخر أحدثت تلك الظروف تلوثا في المناخ النفسي والاجتماعي على ارض الواقع الذي صار مشبعا بغبار العداوة والاستعداء بین أبنائها هناك حقیقة ان تأثيرات الحرب على المجتمع وما ترتب علیها من مشاكل في الجوانب القیمیة والأخلاقیة والعلاقات العامة للمجتمع هي المعضلة الأكثر تأثيرا وتعقیدا لما بعد الحرب خاصة انها تبقى مائلة الى حد طویل من الصعب التنبؤ بآثارها في مجتمع مثل المجتمع العراقي.