تبحث هذه الدراسة في العلاقة بين الصحافة والرواية، ويرتبط موضوعها بمرحلة مهمة من مراحل التاريخ المعاصر ،إذ شهد القرن الحادي والعشرين ثورة معلوماتية هائلة ،اتسعت فيها دائرة تأثير الصحافة والإعلام في الأفراد والمجتمعات ،والأنظمة السياسية والأقتصادية وغيرها ،وشمل هذا التأثير الأدب بوصفه مرآة المجتمع .
لقد بحثت الكثير من الدراسات الحديثة في العلاقة بين الرواية والأجناس الأدبية وغير الأدبية،غير أنها لم تقف عند العلاقة بين الرواية والصحافة،من حيث الأمتداد التاريخي، وطبيعة التأثر والتأثير بينهما،وغيرها من مظاهر التوظيف والتشابك،ولم يطلع الباحث على دراسة تتناول عمق العلاقة بين الصحافة والرواية وأهم مظاهرها في النصوص الروائية العربية منذ بداياتها الأولى ،حتى الوقت الراهن ،وهو ما حدا به إلى اختيار عنوان الدراسة الموسومة (تمثلات الصحافة في الرواية العربية في القرن الحادي والعشرين).
إن عمق العلاقة التاريخية بين الصحافة والرواية ،وكثرة الصحفيين الذي ذاع صيتهم ونتاجهم الروائي والصحفي في آن واحد ،تؤشر إلى ترابط يصل إلى حد التشابك ،منذ البدايات الأولى للصحافة والرواية،فضلاً عن أن الرواية فضاء رحباً ،تتعانق وتتجاور فيه الفنون والأجناس الأدبية وغيرها،وهذا ما يجعلها أقرب الأجناس الأدبية للصحافة ،لأنهما يتشركان في عنصر السرد.