يشكل البُعد الاجتماعي أحد العناصر الثلاثة الرئيسة للتنمية المستدامة التي تسعى دول العالم إلى تحقيقها بهدف القضاء على الفقر والتفاوت الاجتماعي والارتقاء بالنمو الاقتصادي، وحماية البيئة من مخاطر التغير المناخي، وأنماط الإنتاج والاستهلاك غير المستدامين، وهو ما أكدت عليه أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، التي اقرتها الأمم المتحدة في سبتمبر 2015 والتي دعت حكومات الدول كافة لتبني أهداف التنمية المستدامة (17) كإطار استرشادي عند تنفيذ برامجها وخططها الإنمائية لتحقيق التنمية المستدامة.
وتًعد المؤشرات التنموية الدولية التي تصدر عن المنظمات والمعاهد الدولية المتخصصة بقضايا التنمية أحد أهم الأدوات والأليات لقياس حجم التقدم أو الإخفاق في تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها كافة بضمنها البُعد الاجتماعي الذي يغطي قضايا الأمن والسلام والإسكان والصحة والتعليم ومحاربة الفقر والجوع والحد من انعدام المساواة بين الجنسين وتمكين المرآة.
وسوف نعتمد في تقييم أداء التنمية الاجتماعية المستدامة في العراق ما بعد 2003 مجموعة مختارة من المؤشرات الدولية الصادرة عن منظمات وهيئات ومعاهد دولية متخصصة مرموقة وتتمثل هذه المؤشرات في كل من: (مؤشر التنمية البشرية، مؤشر التنمية المستدامة، مؤشر الرخاء، مؤشر السلام العالمي، مؤشر، مؤشر الدولة الهشة، ومؤشر الإرهاب العالمي).
يهدف البحث إلى معرفة فجوة الأداء في جوانب التنمية المستدامة المختلفة إقليمياً ودولياً، وسوف يجري استعمال المنهج الوصفي التحليلي واستعمال البعد الكمي الذي منه خلاله سيجري قياس الفجوة من خلال المقارنة بين القيمة الحسابية للمؤشر في العراق مع القيمة الحسابية لذات المؤشر في الدولة الأولى عالمياً والدولة الأولى عربياً، وهذا سوف يساعدنا في تشخيص جوانب الضعف وأوجه القصور، والتحديات التي تواجه العراق للارتقاء من المراتب المتدنية في أغلب المؤشرات التنموية الدولية إلى مراتب أعلى تتناسب مع إمكاناته المادية والبشرية وعمقه الحضاري، وتأريخه المجيد.