شهدت الدولة العربية الإسلامية خلال العصر العباسي الأول نشاطا اقتصاديا كبيرا ومن ذلك النشاط التجاري ، فكانت القوافل التجارية القادمة من الشرق والغرب تحط رحالها في بغداد حاضرة الدولة العباسية محملة بشتى أصناف البضائع والتي لاقت رواجا من قبل الناس ، ومن العلاقات التي ارتبطت بها الدولة العباسية العلاقات مع مملكة الخزر ، وهم من احدى قبائل الترك ، والذين كانوا على الوثنية قبل تحولهم إلى الديانة اليهودية باعتناق خاقان الخزر هذه الديانة ، انمازت العلاقات بين الدولة العباسية ومملكة الخزر بالتجاذب والصراعات وهذه العلاقات المترنحة هي ليست بالجديدة وانما تعود إلى عهدي الخلافتين الراشدية والاموية. اما النشاط الاقتصادي في مملكة الخزر فانه كان يشوبه الغموض فلم تذكر لنا المصادر التاريخية وبصورة مباشرة عن وجود للنشاط الصناعي في هذه المملكة ، وكانت الإشارات إلى النشاط الزراعي محدودة جدا ، اما النشاط التجاري فقد احتل الحيز الأكبر في إشارات المصادر التاريخية عن وصول القوافل التجارية من الأقاليم المجاورة إلى مدينة اتل عاصمة مملكة الخزر واستقرار قسم من التجار المسلمين فيها فضلا عن الإشارات إلى الأسواق الموجودة فيها ، واشارات إلى ضريبة العشر التي كان يفرضها خاقان الخزر على هذه القوافل التجارية التي تمر داخل حدود مملكته.