إن الأسلوبیة علم لیس بقدیم، وهو نوع من الدراسة الأدبیة اللغویة التي یدرس فيه المستویات اللغویة المجازیة البدیعیة المؤثرة في النصوص الشعریة والنثریة، وعلی الرغم من المعارضة الشدیدة له الا أنه اصبح خلال السنوات الخمسین الاخیرة علماً مستقلاً بذاته. لقد اخترنا الدراسة الأسلوبیة في أدب العصر الساماني بسبب نتاجهم الأدبي والفکري الزاخر، فالشعراء السامانیون کانوا یوظفون الأسلوبیة في لوحاتهم، فیعدون اللغة وسیلة الشعر وأدائه، وهذا ما تناولناه في دراستنا( الشعر الفارسی في العصر الساماني/" دراسة أسلوبیة ") یعنی( شعر فارسی در دورۀ سامانی/" بررسی سبکشناختی").وقد استعنا فی دراستنا هذه أولاً: بالمنهج التاریخي للتعریف بالأدب الساماني و تأثیر الأوضاع الاجتماعیة والسیاسیة في المجتمع الساماني آنذاک، وکذلک بالمنهج الوصفي لوصف المستویات اللغویة والمجازیة المستعملة في قصائد الشعراء السامانیین ونصوصهم النثریة المعروفة؛ فوجدنا أن الشاعر یبقی سید الموقف لصدق تجربته الشعریة مظاهر منها قدرة الشاعر علی نقل الأسالیب اللغویة نقلاً فنیاً للآخرین مما یولد في نفوسهم الأحاسیس والمشاعر التي لاتختلف کثیراً عن مشاعره وأحاسیسه حینما یکون الشاعر مبدعاً متمیزاً عن غیره من الناس العادین.