إن اعتلال الصحة وحدوث المرض، كانا يعزيان في أغلب الأحيان إلى الظروف البيولوجية أو الطبيعية. ولكن مع تطور الدراسات وتداخل العلوم الإنسانية مع العلوم الطبية أصبح الاهتمام بالعوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية من الأولويات التي لها دور في حدوث الأمراض حيث أثبت علماء الاجتماع أن انتشار الأمراض يتأثر بشدة بالعوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية للأفراد بما تحويه من دور للأسرة والتغير الاجتماعي والنوع والثقافة الصحية والعادات التقاليد العرقية أو المعتقدات، وغيرها من العوامل الثقافية، فقد يجمع البحث الطبي إحصائيات حول مرض ما، لكنه لايستطيع كما في المنظور الاجتماعي للصحة والمرض أن يعطي نظرة ثاقبة حول العوامل الاجتماعية وكيفبة تأثيرها على صحة الإنسان في كل من الريف والحضر أي ان تأثيرها على جميع المجتمعات في الريف والحضر في العراق عموما وفي المجتمع الواسطي بشكل خاص؛ لذلك ارتأينا أن نسهم عن طريق هذه الدراسة في الكشف عن علاقة الصحة والمرض في كل من الريف والحضر بالعوامل الاجتماعية والثقافية.
إن موضوع (سوسيولوجيا الصحة والمرض دراسة ميدانية مقارنة بين الريف والحضر) وما يرتبط به من عوامل هو محور هذه الدراسة، حيث انقسمت هذه الدراسة الى ثلاثة فصول يحتوي الفصل الأول الإطار العام للدراسة على مبحثين: المبحث الأول عناصر الدراسة المتمثلة بمشكلة الدراسة وأهميتها وأهدافها، بينما يتضمن المبحث الثاني تحديد المفاهيم والمصطلحات العلمية، ، أما الفصل الثاني فقد وضع تحت عنوان الصحة والمرض ويحتوي على مبحثين : المبحث الأول، هو لمحة تاريخية عن العلاقة مابين الصحة والمرض والسوسيولوجيا، في حين تضمن المبحث الثاني مستويات الصحة ومكوناتها ،اما الفصل الثالث عنوانه عرض النتائج الدراسة واستنتاجاتها وتضمن المبحث الاول البيانات الخاصة بالمبحوثين، والمبحث الثاني البيانات الخاصة بالدراسة اما المبحث الثالث فكان بعنوان نتائج الدراسة والمبحث الرابع اهم التوصيات والمقترحات.