خــالــفــــت بــعـــض الــقـــبـــائـــــل فــي نـــطـــقـــهــــا اللهجــي بـــعـــضًــا مــــن خصائـــص اللغـــة الــمـشــتــركــــــة؛ لــــذلــك وجـــــدنـــــا تـــغيّراتٍ تـــتــعلــــق بـــبـــعــض الــمــعـــربـــــات، كـــنــصــب مــــــا حــــقُّـــه الـــــــــرفــــــع، أو إهـــمـــال عــمـــل مــــــــا كـــــــان عـــــامـــلًا، أو صرف بعض الأســمـــاء الــتي مـــنعــــت مــــــن الـــصّــــرْف، أو تـــــعديــــة بـــعض الأفعال اللازمة، أو إعــــــــــــراب مــــــا كــــان مــبـــنـــيًّــــــا، ومــــــنهـــــــا تـــــــغــــيّــــــــراتٍ تـــتعلــــــــق بــبـــعض المــــبــنــيّــــات، كورود بــعض الألــفـــاظ مـــتــــــردّدًا بــــــيـــن الإعـــــراب والــــبــــناء، ومــنــهـــا مــــــــا اخـــتـــلــــف لـــفــــظُـــــهُ بـــــيـــن الإفــــــــراد والـــتـــثـــــنــــيــــة والجمع؛ لــــذلــك كـــان هـــدف الدراسة رصد هــــذه التّغيرات النحويّة في كتب المحدثين، وذلك بإتّباع المنهج التاريخي التّطوري، فـــقـــد وجـــدت الباحثة أن نطق أهـــــل الحجاز موافـــقًــــا لخصائص الفصحى في كثير من التغيّرات النحويّة، فهذه التّغيّرات على الرّغم من قـــــلّـــتـــهــــا إلّا أنّـــهـــا أثّـــــرت في الاستعمال القرآني في أحيانٍ كثيرة، فـــقـــد جـــاءت بعض الآيات موافقة لنطق هـــــذه الــقــبــائـــل؛ لأنّـــــهُ جــــاء بــلــغــتــهـــا إلّا أنّ أُسلوبه السهل الممتــنــع؛ فكان هــــذا مـــن خصائص إعجازِهِ، ولا نغــفــــل مـــــا لـلمجــــاورة مــــن تــــأثـــيـــرٍ على كثير من النطوقات التي اتّخذتها تـــلــك الــقــبــائــــل خصيصة اعتمدتها لنطقها.