يمكن التمثيل اللفظي الشاعر من الولوج في اكثر مواطن الفكر وعورة وحساسية دون الضغط الذي يسببه التعبير المباشر. ينزع شعر التمثيل اللفظي لجلب المتناقضات جنبا الى جنب، حيث يعمل هذا العمل الفني كوسيط بين نقاط التعارض، التوتر، والتناقض. يمثل وجود عنصر التمثيل اللفظي في القصيدة اعترافا صريحا على وجود فجوة تفسيرية لايمكن تجاوزها بين الشعر، التأريخ والواقع، والتي غالبا ماتمثل الدليل الذي يكشف عن هذه الفجوة. في السياق العلمي، ومن خلال كلا الخلفيتين، النقدية والفني-تأريخية، فان ممارسة التمثيل اللفظي تكمن ضمن نقاشات الطبيعة المؤقتة: كما انه من الجدير بالذكر ان للوحات الفنية تأريخيا ماديا ومفاهيميا ايضا، وان الشعر المعاصر يأخذ بالحسبان بشكل متزايد-وحتى انه يهدف في بعض الحالات-الى نسخ فضاء المتحف ذاته وحتى اللوحات التي بداخله.
لذا فأن البحث يهدف الى تقديم دراسة جديدة لشعر الشاعرة الامريكية المعاصرة (يوري غراهام) من خلال تسليط الضوء على الاداة البلاغية المعروفى بالتمثيل اللفظي للتمثيل الصوري وعلاقته بأكثر المفاهيم المحيرة في الادب الحديث والمعاصر عموما والشعر خصوصا، الا وهما، الذاكرة والتأريخ الشخصي. هذه الورقة البحثية هي محاولة للكشف عن ماهية استعمال الشاعرة لصور مستقاة من فن الرسم، التصوير والافلام في قصائدها للتعامل مع الوقت ولتمثيل التأريخ الشخصي من خلال الذاكرة، والتي تقود بدورها الى النظر في كيفية استخدامها للتمثيل اللفظي للتوصل الى اخلاقيات تمثيل التأريخ العام، وكيف انها تستخدم تقاليد وقتية عديدة من كل نوع فني للكتابة عن الماضي