يمر المجتمع العراقي بمرحلة تاريخية حرجة متغيرة بشكل مفاجئ تتطلب من أبنائه محاولات جادة لمواكبة هذه التغيرات العنيفة التي تعصف به شمالا وجنوبا وشرقا وغربا. كل يوم يشهد أزمات وحروبا، فضلا عن دخول الجماعات الاجرامية المسلحة من حدوده غير المحمية، أدى الى اغتصاب المدن وتدميرها وتهجير أهلها بشكل قسري او نزوحهم بشكل طوعي هربا من الموت، جميع ذلك يعد امرا هاما وحيويا لما له من تأثير كبير في جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والتربوية والنفسية والأمنية كافة، أدت الى تراجع العراق بشكل ملحوظ ليصبح من ضمن الدول المتأخرة. بعد ان تم تكليفي من مديرية تربية بغداد الكرخ الثانية بالمشاركة بالعمل في برنامج تحسين واقع التعليم للطلبة النازحين، بالتعاون مع منظمة ميرسي كور، عايشت الطلبة النازحين وعوائلهم لمدة عام دراسي كامل من 15 / 10/ 2015 الى 30 / 10/ 2016، وكنت على احتكاك مباشر معهم وعلى اطلاع تام بما يمرون به من ظروف غير مستقرة الحاجة المادية والصحية والتعليمية والامنية محيطة بهم من كل جانب. ولما كانت التنمية الشاملة هدفا مشروعا للدول والافراد كافة، يتطلب منا بصفتنا مواطنين عراقيين نعيش في بلدنا الحبيب، وثبه ودفعة قوية من اجل تحقيق اهداف التنمية والنهوض من جديد، وهذا يشكل ضرورة ملحة بوجود إرادة التغيير والوعي لدى الجماهير، وهذا لا يأتي من فراغ او جهل او تدهور امني، بل يحتاج الى العمل للقضاء على الجهل والتخلف والمرض. ولا يأتي ذلك من فراغ، بالجهود العملية المبنية على العلم والتعليم والتربية البناءة للجيل الحرب. ويعد التعليم والتربية من الأنظمة الاجتماعية التي تقوم به الجماعات الإنسانية لتحافظ على نفسها من خلال حفظها لتراثها وتنقية هذا التراث من الشوائب لينقل صورة واضحة للعالم بالعلم والتعلم.
Details
Publication Date
Sat Sep 15 2018
Volume
1
Issue Number
123
Choose Citation Style
Statistics
Abstract Views
379
Statistics
الواقع التعليمي والتربوي للطلبة النازحين دراسة ميدانية في ثانوية التكية المختلطة في مخيم السلام – بغداد
Related publications