يتطرق هذا البحث إلى الصراع بين الاوزبك والدولة الصفوية في عهد الشاه إسماعيل الأول ( 1501 – 1524)، ومحاولات كل طرف التوسع على حساب الطرف الآخر لكونهما يتواجدان في مناطق متقاربة جغرافياً، وسعي الاوزبك والصفويين الى استغلال أطراف أخرى في هذا الصراع .
استطاع الصفويون في عهد مؤسس دولتهم إسماعيل الأول الانتصار على الاوزبك والهيمنة على المناطق التي كانوا يسيطرون عليها لإقامة دولة في بلاد فارس، إلا أن هذه السيطرة لم تستمر الى ما لانهاية لان الاوزبك تمكنوا بعد انشغال الصفويين في معارك جانبية أخرى مع قوى محلية في بلاد فارس، وقوى خارجية تزامن وجودها مع وجودهم في القرن السادس عشر من تحقيق انتصار مهم في معركة ( غجدوان) عام 1513، إلا أن هذا الانتصار لم يتح لهم إسقاط الدولة الصفوية أو الوصول إلى عاصمتها .
أخذ الصراع الاوزبكي – الصفوي طابعاً مذهبياً ، الا انه ، في حقيقته لم يكن سوى صراع سياسي غلف بهذا الطابع لكسب الناس ولتأييد هذا الطرف أو ذاك، وتلك واحدة من أهم ما يجب أن يتنبه اليه في بحث أسباب الصراع وتحليل إبعاده في العهد الصفوي