انطلاقاً من تلك الجمالية التي تضفيها الثنائيات المتضادة على النص الشعري، كان اختياري موضوع التضاد في ديوان الشاعر الأندلسي ابن الزقاق البلنسي، وقد تناول البحث ظاهرة التضاد في شعره، وتم ذلك في مدخل عرضت فيه تعاريف التضاد لدى النقاد القدماء والمحدثين، ثم قسمت البحث إلى محورين، تناولت في المحور الأول دراسة التضاد اللغوي، وفي المحور الثاني كانت دراسة التضاد الأسلوبي، وفيه وقفت عند توظيف الشاعر لبنية التضاد التي ترتكز على الأسلوب والسياق اللغوي.
وقد اظهر البحث إن الشاعر الأندلسي حرص على توشيح نصوصه بالفنون البديعية ولا سيما التضاد، كما برزت فنية الشاعر ابن الزقاق البلنسي في عنايته بتحقيق التناسب بين المتضادات والحرص على الترتيب الملائم لها فكان التقابل بين ألفاظ وألفاظ، وجمل مع جمل، وتمكنه من جعل التضاد سمة لأسلوبه ووظفه ليكون وسيلة لتعزيز المعنى وتكثيف الدلالة ورسم الصورة والتأثير في المتلقي، وليس فقط أداة فنية جمالية لفظية.