ان الثقافة الفكرية الاسبانية في القرن العشرين تحديداً، قد مرت بعدة انتقالات مهمة وفقاً لإفرازات المعطيات الاجتماعية التي تأثرت في الوضع السياسي السائد, خصوصاً في العقود الوسطى منه ,مما انعكس ذلك بشكل مباشر على النتاج الادبي لاعلام الحركات الادبية سواء كان على صعيد الشعر او المسرح او الرواية. وفي هذالمجال الوصفي نجد ان الشاعر الاسباني بلاس دي اوتيرو قد كان احد اوتار العزف الفكري الذي كان يطرب اطراف المجتمع ويؤثر فيه بصورة كبيرة.
ان الشاعر بلاس دي اتيرو هو احد اعلام الادب الاجتماعي, الذي ناقش في شعره مجمل الاشكالات الفكرية التي تتعلق في البنية التكوينية للفرد وعلاقته بالمحيط الذي حوله على وفق منطق الوجود الانساني وما يكتشفه من تساؤلات وجدانية تبرر عذابات والام المجتمع الاسباني في عقدي الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي فكان الطرح في شعره هو عبارة عن نقاشات المنطق واستشراق الغايات مما ادى ذلك الى اشارته الواضحة لعلاقة الانسان في مصيره المحتوم مع النهاية المقدرة له .هذا التلاقي في العلاقة يثبت انعكاس رؤية هيغل Hegel في الصيرورة الشعرية الابداعية لدى بلاس دي اوتيرو.
في بحثنا هذا قد اكدنا ان صوت شاعرنا بلا سدي أوتيرو هو صوت البحث عن الحقيقة المطلقة للاشياء والخلق ,وذلك يشكل اساس القلق الذي يعيشه العالم المرتبك ازاء هذه المعرفة في الوقت الذي تسود فيه ملامح العنف والالام والمعاناة التي انعكست في اطروحة الشعر عند بلاس دي اوتيرو من خلال ابياته التي تنبض بحياة اسبانيا والانسان الاسباني