Preferred Language
Articles
/
aladabj-145
مجمع الآلهة في مدينة لكش / تلو من خلال نصوص الأمير كوديا (2144-2124 ق.م)
...Show More Authors

تعد دراسة الآلهة في بلاد الرافدين من المواضيع المهمة والرئيسية في معرفة الديانة ، لاسيما وأن العراقيين القدماء كانوا يعتقدون بوجود عدد كبير من الآلهة تنظم شؤون الكون والبشر لذا كان الآلهة يمثلون العالم المقدس في نظرهم واضعين إياهم في أعلى درجات التفضيل ويحيون بحياة هادئة سعيدة لانفرادهم بالخلود، وهذه الإشارة إلى تفوقهم المطلق ([i]) ، وكان من الطبيعي أن يفكر الإنسان في أن هذا العدد من الآلهة لا بد وأن يخضع إلى تنظيم يسمى بالمجتمع الإلهي ، وعليه فقد أفترض السومريون أن على رأس المجمع الإلهي يوجد إله اعترفت به الآلهة الأخرى بكونه ملكاً أو كبيراً عليهم ([ii]) ، يدعى أبو الآلهة أو ملك الآلهة ووضعوا في هذا المنصب الإله آنو ، وعلى هذا الأساس تصور السومريون بأن المجموعة الإلهية تقوم بوظائفها وتعمل على شكل هيئة مجتمع أو مجمع ، ويقوم على رأسه ملك وأن أهم أفراده هو مجموعة قوامها سبعة آلهة هم الذين يقدرون المصائر للبلاد ، ثم إن هذه المجموعة المؤلفة من خمسين إلهاً أطلقوا عليهم الآلهة العظام ، ولكن أهم تقسيم وضعه الكهنة السومريين للمجموعة الإلهية هي للتمييز بين صنف الآلهة الخالقة وبين الآلهة غير الخالقة ، واستنتجوا أن الآلهة الأربعة المسيطرة على السماء والأرض والماء والهواء كانت هي الآلهة الخالقة التي خلقت كل ظاهرة كونية بموجب خطط ونواميس وجدت ونشأت مع تلك الآلهة الأربعة ([iii]) ، ولهذا نرى منذ العصر السومري القديم تكوين مجموعات من الآلهة العلوية :

مجموعة مكونة من أربعة آلهة هم : آنو (إله السماء) وإنليل (إله الهواء والعواصف) والإلهة الأم (إلهة الأرض هي الإلهة ننخرساك) والإله إنكي (إله المياه العذبة) .

مجموعة مكونة من ثلاثة آلهة هم : الإله ننا/سين (إله القمر) ، والإله أوتو/شمش (إله الشمس) والإلهة إينانا / عشتار (إلهة الحب والحرب) .

 

([i] ) بوتيرو ، جان ، بلاد الرافدين الكتابة ، العقل ، الآلهة ، ترجمة :الاب البير ابونا ، مراجعة وليد الجادر، بغداد 1990  ، ص 257 .

([ii] ) كريمر ، صموئيل نوح ، من ألواح سومر إلى التوراة ، ترجمة :طه باقر، مراجعة احمد فوزي ،بغداد ، 1957  ، ص 155 .

([iii] ) كريمر ، صموئيل نوح ، السومريون ، ترجمة : فيصل الوائلي ،الكويت 1973  ، ص 52 .

View Publication