حققت الحضارة السومرية في منتصف الالف الرابع ق.م قفزة معرفية واسست أول مجتمع متحضر في التاريخ , مؤسسة تاريخها من خلال نشاط حركة الافكار المتحولة والمتجددة بشكل متسارع , مليء بالمستجدات والابداعات , ففي مدينة الوركاء برز لنا اختراعان مهمان كان لهما الأثر البارز في تطور الحياة البشرية وتحضرها الا وهما الكتابة والاختام الاسطوانية . وبقدر ما يمثلان هذان الاختراعان من انتصار معرفي عظيم فهما حفضا لنا تاريخ الانسانية من الضياع . فهما التفعيل الاول للفكر الانساني حين حفر على الطين مفاهيم الفكر الاجتماعي وبدت بكونها مفاهيم ازلية الحيوية . بكونه مرجعاً تسترشد به الجماعة , واعتباره خطاباً تداولياً ليصبح في النتيجة حصيلة الفكر الحضاري الذي تبثه الجامعة للاجيال القادمة. وكأي اختراع يبدو في البداية بسيطاً رغم كونه اعظم انتصار فكري في تاريخ المعرفة واستلهام الفكر بالانعكاس الفعال لتجارب السلف من قيم معرفية متمثلة بالثقافة المادية والثقافة الروحية ووسائل خلقها واستخدمها ونقلها كمنجز مجتمعي خلال مسيرة التاريخ كأرث متواصل ونقل وتطوير الارث هذا لتحقيق نهج تجذر الخلف في السلف فبرغم تجاوزها البعد الزماني تظل ملهمة ومحفزة للاجيال المعاصرة كتراث ثقافي مشترك وكبقية حضارية متأصلة باعتبارها صورة للواقع الانساني والفكري في العراق .
Details
Publication Date
Sat Sep 15 2018
Volume
1
Issue Number
123
Choose Citation Style
Statistics
Abstract Views
1.01K
Statistics
أسس التعليم في العراق القديم ودوره في النهوض الفكري
Related publications