إن موضوع العلاقات الخارجية بين القبائل العربية ولاسيما السفارة من المواضيع ذات الأهمية، فهو يسلط الضوء على طبيعة العلاقات السياسية بين القبائل العربية والتي كانت في تنازع فيما بينها من جهة؛ وبينها وبين الدول المجاورة من جهة أخرى قبل الإسلام. فتلجأ القبائل العربية إلى الأسلوب الدبلوماسي للحدّ من تلك المنازعات بالطرق السلمية، من خلال إرسال سفرائها؛ لكيلا تتطور تلك النزاعات وتؤثر بشكل أو بآخر في طبيعة العلاقات فيما بينهم، وهذا يعد جانبا من جوانب التأثير والتأثر من خلال تلك السفارات، وقد يتم إرسال السفير لأغراض اقتصادية وذلك لأجل عقد الاتفاقيات التجارية بين القبائل العربية لتأمين سلامتها.
لتولي منصب السفير يجب أن تتوفر فيه عدة شروط منها: أن يتميز بالحكمة والحنكة السياسية واللباقة في الكلام وسلامة اللغة وله أسلوب في إقناع الخصوم من خلال استخدام الطرق الدبلوماسية وإقامة أواصر الصلح بين الطرفين المتنازعين؛ وكان آخر من تولى السفارة من قريش قبل الإسلام عمر بن الخطاب.